أصدر المركز العالمي للفتوى الإلكترونية بالأزهر الشريف، في تقرير بعنوان «ولا تسرفوا» من خلال صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، حيث حذر من بعض الممارسات اليومية التي قد تبدو عادية لكنها تتجاوز حدود التبذير وتتنافي مع تعاليم الدين الإسلامي.
عادات محرمة شرعا وتفعلها يوميا دون علم
ورصد المركز العالمي للفتوي الإلكترونية بالأزهر الشريف، في تقريره عددا من العادات المحرمة شرعا والكثير يفعلها دون علم ومنها ما يلي:
الإسراف في الماء في الوضوء وغيره
دعا المركز إلى الاعتدال في استهلاك الماء، مشيرًا إلى ما أكد عليه النبي صلى الله عليه وسلم حول كميات الماء الكافية للوضوء والاغتسال، حيث يمكن الاكتفاء بثلث لتر للوضوء ولترين ونصف للاغتسال، كما حذر من استخدام كميات كبيرة من الماء في غسل السيارات يمكن أن يهدر ما يكفي مائة شخص لعطشهم، في ظل ندرة الموارد، يصبح الماء من أهم السلع، ويدعو المركز الجميع إلى التعامل مع كل قطرة كأنها الأخيرة، تماشيًا مع قوله تعالى: {وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31].
وقال المركز في تقريره، إن النبي صلى الله عليه وسلم، بيّن مقدارًا معينًا للوضوء والاغتسال، يكفي لتحقيق سنة الوضوء دون إسراف، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «هَذَا الْوُضُوءُ، فَمَن زَادَ عَلَى هَذَا فَقَدْ أَسَاءَ وَتَعَدَّى وَظَلَمَ» (أخرجه أحمد)
الإسراف في الطعام
يشير التقرير إلى أن الإسراف لا يقتصر على الماء فقط، بل يمتد أيضًا إلى الطعام. يعبر البعض عن ترفهم من خلال شراء كميات كبيرة من الأطعمة التي ينتهي بها المطاف في صناديق القمامة. كما يستشهد التقرير بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا مَلَا آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ» (أخرجه ابن ماجه)، مما يعكس أهمية الاكتفاء بما يلبي الاحتياجات الأساسية.
كما حذر مركز الفتوي من ظاهرة الولائم المبالغ فيها، والتي أصبحت وسيلة للمفاخرة. ويشير إلى أن إطعام الجوعى أولى من هذه المظاهر، مستشهدًا بخليفة المسلمين عمر بن عبد العزيز الذي فضّل إنفاق أموال بيت المال لمساعدة الجوعى بدلاً من تزيين الكعبة.
نفقات حفلات الزواج
يحذر التقرير من الإسراف في نفقات حفلات الزواج، حيث يعتقد البعض أن المال يمكن أن يحقق السعادة. ويؤكد المركز أن السعادة الزوجية تُبنى على الاحترام والتفاهم المتبادل بين الزوجين. وقد جاء في الحديث: «فَأَمَّا الَّذِينَ سَبَقُوا بِالْخَيْرَاتِ، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَأَمَّا الَّذِينَ اقْتَصَدُوا، فَأُولَئِكَ يُحَاسَبُونَ حِسَابًا يَسِيرًا» (أخرجه أحمد).
ترك الشاحن في الكهرباء دون استخدام
يبرز التقرير أمثلة على الإسراف اليومي مثل ترك الماء مفتوحًا بلا حاجة، أو ترك الأجهزة الكهربائية تعمل دون استخدام، كترك شاحن الهاتف موصولًا. يشدد المركز على أن هذه الممارسات تتعارض مع التعاليم الإسلامية، ويذكر الآية القرآنية: {وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31].