عند الحديث عن حكم الاسلام في تناول “جوزة الطيب”، فهنا اختلفت آراء العلماء فيها إلى قولين: فجمهور العلماء على حرمة استعمال القليل منها والكثير، وذهب آخرون إلى جواز استعمال اليسير منها إذا كانت مغمورة مع غيرها من المواد، وقال ابن حجر الهيتمي – المتوفى سنة 974 هجرية – عن جوزة الطيب -: “عندما حدث نزاع فيها بين أهل الحرمين ومصر واختلفت الآراء في حلها وحرمتها طرح هذا السؤال: هل قال أحد من الأئمة أو مقلِّديهم بتحريم أكل جوزة الطيب.
حكم دار الافتاء في استخدام جوزة الطيب في الطعام
أجاب الدكتور محمد عبدالسميع أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد له عبر خدمة البث المباشر على الصفحة الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، تقول فيه سائلة: «هل استخدام جوزة الطيب في الطعام حرام أم حلال؟»
وقال «عبدالسميع»: «جوزة الطيب مفترة، وقد نهي عنها العلماء لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن نَهَى عن كلِّ مُسْكِرٍ، ومُفَتِّرٍ، وهنا نقول إن المُسكر الخمر، والمفتِر هو جوزة الطيب، وأخذ قليل منها في الإطعام هذا لايفتر وأثره طفيف».
وتابع: «ووضع جوزة الطيب في الأكل بنسبة قليلة لا يفتر، والذى منه حرم استخدام جوزة الطيب لكن لو وضعت بصورة كبيرة في الأكل، وبذلك قد تحدث التفتير، وهنا تأخذ حكم الحرام ولا تجوز».
رأي الشيخ علي جمعة في استخدام جوزة الطيب في الطعام
وأوضح الدكتور علي جمعة، في إجابته عن سؤال: «ما حكم جوزة الطيب ؟» أن جَوْزُ الطِّيب: ثمار شبه كروية، وأشجارها هرمية عالية، وهي منبه لطيف يساعد على طرد الغازات من المعدة، ولها تأثير مخدر إذا أخذت بكميات كبيرة، وتؤدي إلى التسمم إذا أُخِذَت بكميات زائدة، ولها رائحة زكية وطعم يميل إلى المرارة، وقشور جافة عطرية، ويستخلص منها دهن مائل للاصفرار يعرف بدهن الطيب يحتوي على نحو 4% من مادة مخدرة تعرف بالميرستسين، والباقي جلسريدات لعدد من الأحماض الدهنية، منها: الحامض الطيبي، والحامض الدهني، والحامض النخلي، ويدخل دهن الطيب في صناعة الروائح العطرية، ويضاف إلى الحلوى وبعض أصناف المأكولات، كما يستخدم في الصابون، ولجوز الطيب استخدامات كثيرة في علاج بعض الأمراض، كما يُستخدم في تطييب الطعام والشراب.
وواصل: أنه اتفق الفقهاء على تحريم أكلها وتناولها بكميات كبيرة يحصل معها السكر، وأجاز جماعة من الأئمة الاستعمال القليل لها الذي لا يؤدي إلى التخدير أو السكر؛ قال الإمام الرملي الشافعي في “فتاويه” (4/ 71): [وقد سئل عن حكم أكلها، فأجاب: نعم يجوز إن كان قليلًا، ويحرم إن كان كثيرًا].
اضرار جوزة الطيب
قد تعطي تأثيرًا مسكرًا إذا تمّ الإكثار من تناولها، فيبدأ الشخص بالهلوسة ويفقد حاسة الإدراك ما حوله.
- تسارع عدد دقات القلب.
- الشعور بالغثيان والرغبة بالتقيؤ.
- النعاس.
- الدوخة.
- جفاف الفم.
- حدوث النوبات.
- قلة حركة الأمعاء.
- الإحساس بالحرقان أو الوخز في اليدين أو الذراعين أو الساقين أو القدمين.
- انخفاض ضغط الدم.
- الخدران.
- الصداع.
- احمرار الجلد.
- السلوك العدواني.
- القلق.
- الوفاة في حالات نادرة
فوائد جوزة الطيب
1- تخفف الآلام، فهي تحتوي على مركبٍ يشبه تركيب مادة المنثول، والتي تتميّز بقدرتها على تخفيف الآلام التي تنتج من بعض الجروح والإصابات، وكذلك الالتهابات المزمنة، مثل: التهابات المفاصل.
2- تحافظ على صحة الجهاز الهضميّ، حيث تحتوي على الألياف التي تحفز عملية الهضم، كما أنّها تزيد من حركة عضلات الأمعاء، ممّا يعزّز إفراز العصارات الهضميّة التي تساعد في عملية الهضم.
3- تحافظ على صحة الدماغ، إذ تقلّل من حالات تدهور المسارات العصبيّة، كما تعزز وظيفة الإدراك، وتقلّل من فرص الإصابة بمرض الزهايمر الذي يصيب الناس بمختلف الأعمار.
4- تنظف الجسم من السموم، فهي تتخلّص من السموم المتراكمة في أجهزة الجسم المختلفة، مثل: الكحول، والسموم العضوية الطبيعية، كما أنّها تذيب حصى الكلى، وتزيد من كفائة الكبد في أداء وظائفه.
5- تحافظ على صحة الفم، وذلك بفضل مضادات البكتيريا الموجودة فيها، والتي تجعلها من أفضل الوسائل التي تكافح أمراض الفم على اختلافها، كما توفر حمايةً خاصّةً للثة، والأسنان.
6- تقلّل من الأرق، حيث تعتبر علاجًا فعالًا للتخلّص من اضطرابات النوم، لاسيّما الأرق؛ وذلك لأنّها تحتوي على نسبةٍ عاليةٍ جدًا من عنصر المغنيسيوم، الذي يلعب دورًا مهمًا في التخفيف من التوتر العصبيّ، كما يزيد من إفراز هرمون السيروتونين الذي يساعد على الاسترخاء.
7- تحمي من الإصابة بسرطان الدم، ولعلّ هذه الخاصيّة لم تنتشر بعد، إلّا أنّ هناك دراساتٍ وأبحاثًا علميةً أثبتت أنّ لها استخدماتٍ مهمةً في مهاجمة الخلايا السرطانية.
8- تنظم ضغط الدم، والدورة الدموية؛ لاحتوائها على عنصر البوتاسيوم، الذي يحفّز الأوعية الدموية على الاسترخاء، وبالتالي التقليل من ضغط الدم، وتنشيط الدورة الدموية، كما أنّها تسهّل عملية امتصاص العناصر الغذائية.