تعتبر قصة تبديل الأطفال عند الولادة واحدة من أكثر الحوادث إثارة للصدمة والتأثير النفسي، حيث تؤدي إلى تداعيات كبيرة على الأسر المعنية، حتى بعد مرور سنوات طويلة وفي هذه القصة المؤثرة، عاشَت سيدة مع أسرتها لخمسة وخمسين عامًا دون أن تعرف أنها ليست الابنة البيولوجية لعائلتها وكل ذلك اكتشف عن طريق الصدفة، عندما تلقى شقيقها «توني» هدية في عيد ميلاده غيرت مجرى حياتهم جميعًا.
بداية القصة: هدية عيد الميلاد التي كشفت الحقيقة
في عام 1967، وُلدت طفلتان في مستشفى تابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية بأمريكا ولأسباب غير معروفة حينها، تم تبديل الطفلتين في الحضانة، وعاشت كل واحدة منهما مع أسرة ليست أسرتها البيولوجية فلم يتم اكتشاف هذا الخطأ إلا بعد مرور 55 عامًا، عندما حصل «توني»، شقيق إحدى السيدتين، على مجموعة اختبارات للحمض النووي كهدية في عيد ميلاده.
«توني» كان قد أجرى الاختبار على نفسه وشقيقته، لتظهر نتائج غير متوقعة وفي البداية، اعتقد بوجود خطأ ما في التحليل، وأعاد الاختبار مجددًا ولكن المفاجأة كانت حين تأكد أن الشخص الذي عاش معها طوال سنوات، ليست شقيقته البيولوجية فأثار هذا الاكتشاف صدمة في العائلة، مما دفعهم إلى العودة إلى سجلات المستشفى ومحاولة معرفة الحقيقة.
التحقيقات واكتشاف الخطأ
بعد التأكد من نتائج الاختبار، تقدم «توني» بشكوى إلى هيئة «إن إتش إس ريزوليوشن»، وهي الجهة المسؤولة عن التعامل مع الشكاوى ضد هيئة الخدمات الصحية الوطنية وأثناء التحقيق، تم الكشف عن أن والدته كانت قد دخلت المستشفى في عام 1967 بسبب ارتفاع ضغط الدم، وأنها ولدت طفلتها في وقت غير متوقع وبعد الولادة، تم نقل الطفلة إلى الحضانة، وهو الوقت الذي يُعتقد أن الطفلتين تم تبديلهما.
وفي نفس الليلة، وُلدت طفلة أخرى في المستشفى بفارق ساعات قليلة عن شقيقة «توني» وبعد التحقيق في التفاصيل وسجلات المستشفى، تبين أن الطفلتين تم نقلهما إلى عائلتين مختلفتين، ولم تُكتشف الحقيقة إلا بعد مرور أكثر من نصف قرن.
تداعيات الاكتشاف العائلة والعلاقات
رغم أن اكتشاف الحقيقة كان مروعًا وصادمًا، إلا أنه لم يؤثر على علاقة الابنة بالعائلة التي ربتها فوالدة «توني» أكدت في تصريحاتها أن الطفلة التي ربتها طوال هذه السنوات لا تزال ابنتها وستبقى كذلك مهما كانت الظروف والحب والروابط التي جمعت العائلة عبر السنوات لم تتأثر بالاكتشاف البيولوجي، بل استمرت كالمعتاد.
من جانبها، لم تشعر الابنة التي تم تبديلها بأي تراجع في علاقتها مع العائلة وقد ذهبوا جميعًا في إجازة إلى أيرلندا سعيًا لمعرفة المزيد عن جذورها البيولوجية ورغم أن القضية لا تزال قيد التحقيق، وتأمل الأسرة في الحصول على تعويض من المستشفى، إلا أن العلاقات العائلية بقيت قوية ومتماسكة.