في مداخلة هاتفية ببرنامج “مصر جديدة” على قناة “etc”، تحدث الدكتور حافظ سلماوي الرئيس التنفيذي الأسبق لجهاز تنظيم مرفق الكهرباء عن أساليب سرقة التيار الكهربائي التي تتطور باستمرار حيث لم تقتصر على الطرق التقليدية، بل وصلت إلى استخدام أجهزة التحكم عن بُعد (الريموت كنترول) للتحكم في العداد، وهو ما سوف نوضحه لكم في مقالنا اليوم.
تحذير جديد من سرقة الكهرباء بـ«الريموت كنترول»
وشرح سلماوي كيف يستخدم بعض المخالفين أجهزة تحكم عن بُعد لفصل العداد أو إعادة تشغيله من خلال دوائر إلكترونية متطورة تركب خلف العداد، وقد ظهرت هذه الحيلة بعد انتشار أسلوب آخر يتمثل بوضع “كيس ملح” فوق العداد، في محاولة لتقليل استهلاك الكهرباء المُسجل، وأوضح سلماوي أن البعض يركب مفتاحاً كهربائياً خاصاً يشبه ذلك المستخدم في الثلاجات، بحيث يُغلق الكهرباء عند فتح باب العداد، مما يسهل عملية التحكم في التيار عند مرور موظفي التفتيش.
أكد سلماوي على أن الجهات المختصة بدأت بتطبيق آليات صارمة لمكافحة هذه الأساليب، مشدداً على أن الإجراءات القادمة ستعتمد على تقنيات رصد متطورة لكشف محاولات التحايل. تهدف هذه التشديدات لضمان دقة الاستهلاك الفعلي وتجنب الفاقد الذي يؤثر على شبكة الكهرباء واستدامتها.
تأتي هذه التطورات في وقت يتزايد فيه الوعي بضرورة الحفاظ على مصادر الطاقة، فيما تسعى الجهات التنظيمية لضبط هذه الممارسات التي تلحق أضراراً مالية كبيرة وتؤثر على استقرار منظومة الكهرباء.
إلى جانب التحديات التقنية التي تواجهها الجهات المختصة في مكافحة سرقة الكهرباء، هناك بُعد اجتماعي واقتصادي لهذه المشكلة. فسرقة الكهرباء لا تؤثر فقط على موارد الدولة، بل تضاعف من أعباء المواطنين الملتزمين بدفع فواتيرهم، حيث يؤدي هذا الفاقد إلى زيادة التكاليف التشغيلية للشبكة. كما تؤثر هذه السرقات على جودة التيار الكهربائي؛ إذ قد ينتج عنها انقطاعات أو تقلبات تؤثر على الأجهزة الكهربائية للمشتركين. من ناحية أخرى، تسعى السلطات لتوعية المواطنين بضرورة الإبلاغ عن المخالفات وتشجيع التعاون المجتمعي لضبط أي محاولات للسرقة، وذلك لضمان استدامة خدمات الكهرباء وتحقيق العدالة بين المواطنين.