“عايشين بالبركة” .. العثور على مدينة كبيرة تحت الأرض يسكنها آلاف الأشخاص موجودة في هذه الدولة .. لن تصدق من هي هذه الدولة المحظوظة!!!

في عالمنا المليء بالأسرار والمعجزات لا يزال هناك العديد من الاكتشافات التي تدهشنا وتثير فضولنا حول الحضارات القديمة وإبداعاتها المدهشة وتخيل أن هناك مدينة ضخمة تحت الأرض يعيش فيها آلاف السكان حتى يومنا هذا! مدينة قائمة منذ قرون وتحتضن تحت أرضها ممرات وغرفًا وأسرارًا خفية وُجدت في موقع غير متوقع تمامًا ، وفي هذا المقال سنأخذكم في رحلة إلى أعماق الأرض لاكتشاف هذه المدينة المذهلة لنتعرف معًا على قصتها وكيف تمكن سكانها من العيش في مثل هذا المكان الغامض عبر العصور فهل تتوقعون موقعها؟ الإجابة قد تفاجئكم!

أين تقع تلك المدينة

هى مدينة مطماطة تقع في الجنوب الشرقي لتونس وتُعدّ إحدى المدن الصغيرة التي تتبع إداريًا ولاية قابس وتشتهر المدينة بطابعها المعماري الفريد حيث أن بيوتها محفورة في الأرض مما يضفي عليها جمالًا وغموضًا ويجعلها وجهة سياحية استثنائية ذات طابع خاص ويعود ذلك إلى طريقة بناء البيوت إذ يتم حفر حفرة كبيرة في الأرض ومن ثم نحت الكهوف حولها لاستعمالها كغرف للسكنى ، كما أن بعض البيوت تتألف من عدة حفرات أو غرف تتصل عبر ممرات تُعرف محليًا بـ”السقيفة” مما يمنح المنازل تصميمًا فريدًا وعمقًا ثقافيًا مميزًا ، وتقع مطماطة على بعد حوالي 43 كيلومترًا من خليج قابس و60 كيلومترًا من مدينة مدنين وتبعد عن العاصمة التونسية بنحو 450 كيلومترًا وتقع المدينة ضمن سلسلة جبل مطماطة ما يُكسبها مناخًا معتدلًا مقارنةً بالمناطق المحيطة حيث تكون البيوت تحت الأرض باردة خلال الصيف ودافئة خلال الشتاء مما يوفر بيئة عيش ملائمة للسكان في مختلف الفصول.

أصل تسمية مطماطة

كانت مطماطة تُعرف في الماضي باسم “أثوب” وهي كلمة أمازيغية تعني “أرض السعادة” ، وتروي الروايات أن المدينة قد سُميت “مطماطة” نسبة إلى قبيلة أمازيغية قديمة وتذكر الأسطورة أن هذه القبيلة لم تتمكن من مجابهة القبائل الغازية فاختاروا الفرار واللجوء إلى الموقع الحالي لمطماطة وبدأوا بحفر منازلهم في باطن الأرض بهدف العيش دون أن يكتشف أحد مكانهم محافظين بذلك على خصوصيتهم وحياتهم التقليدية.

تاريخ مدينة مطماطة

لا توجد تواريخ محددة لبناء المدينة ولم يتمكن المؤرخون من تحديد نشأتها بشكل دقيق ولكن الحكايات الشعبية تتداول قصصًا عن أصولها رغم افتقارها إلى توثيق تاريخي وعُرفت المدينة بين التونسيين في القرون الماضية كمكان منعزل حيث كان رجالها يغادرون للعمل في جني الزيتون خلال فصل الربيع ثم يعودون إلى منازلهم في الخريف ومع حصول تونس على الاستقلال عام 1956 اقترحت الحكومة على سكان مطماطة الانتقال إلى مناطق جديدة مثل مطماطة الجديدة والزراوة الجديدة وبني عيسى الجديدة ولكنّ الكثير من السكان فضلوا البقاء في منازلهم تحت الأرض.

تصميم المنازل في مطماطة

يتميز تصميم المنازل في مطماطة بهندسة معمارية فريدة إذ يتكون كل منزل من ساحة خارجية يتفرع منها عدة حفر أو غرف تُشكّل بقية المنزل وتُربط الغرف بممرات صخرية ويُدخل إليها عبر أنفاق أو سلالم ومن الداخل دُهنت جدران الغرف باللون الأبيض ويمنحها ذلك لمسة بسيطة وجمالية وتم تحويل بعض هذه البيوت التي تركها أصحابها إلى فنادق أو نُزُل سياحية تقدم للزوار تجربة إقامة مختلفة تجمع بين الأصالة والتاريخ ، وأُنشئ مطار غرب مطماطة الجديدة وتستقبل المدينة اليوم السياح بشكل يومي حيث تستقطبهم تجربة العيش في المنازل المحفورة تحت الأرض وتُعدّ هذه المنازل جزءًا من الثقافة الفريدة للمدينة وقد ذاع صيت مطماطة عالميًا عندما استخدمها المخرج الأمريكي جورج لوكاس كموقع تصوير لأحد أفلام سلسلة “حرب النجوم” في السبعينات مما ساعد في تعريف العالم بجمالها وتاريخها.