يشهد العالم حاليا، تطورات هائلة في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يثير الكثير من الجدل والتساؤلات حول مستقبل سوق العمل.
ومن المتوقع أن يساهم الذكاء الاصطناعي في خلق فرص عمل جديدة وزيادة الإنتاجية، ولكن في الوقت نفسه، قد يؤدي إلى فقدان بعض الوظائف التقليدية، فمع تزايد قدرته على أتمتة المهام الروتينية والمعقدة، قد تصبح العديد من الوظائف غير ضرورية، خاصة تلك التي تعتمد بشكل كبير على العمليات المتكررة.
تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف
لم يعد تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل مجرد تخمينات نظرية، بل أصبح واقعا ملموسا، فقد شهدنا بالفعل حالات تسريح جماعي للعمال، بسبب الاعتماد المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وتشير التقديرات، إلى أن نسبة كبيرة من القوى العاملة في العديد من الدول قد تتأثر بشكل مباشر أو غير مباشر، بتطور نماذج اللغة الكبيرة مثل ChatGPT، والتي تتمتع بقدرات هائلة على توليد النصوص والترجمة والإجابة على الأسئلة.
فقدان 4 آلاف وظيفة بسبب الذكاء الاصطناعي
بدأت الآلات الذكية، مثل ChatGPT، في أداء العديد من المهام التي كان يقوم بها البشر سابقا، وهذا التطور أدى بالفعل إلى خسارة آلاف الوظائف في العديد من الصناعات.
كما تشير الإحصائيات الصادرة عن شركة «Challenger, Gray & Christmas Inc» والتي أظهرت فقدان نحو 4000 وظيفة في مايو 2023 نتيجة لاستخدامات الذكاء الاصطناعي المتزايدة.
أظهرت دراسة أجراها معهد فرانك هوكينز كينان للمؤسسات الخاصة، أن النساء يتعرضن لخطر أكبر من الرجال لفقدان وظائفهن بسبب التطور السريع في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI).
فوفقا للدراسة، فإن حوالي 79% من النساء العاملات يشغلن وظائف يمكن أن يتم أتمتتها بسهولة باستخدام الذكاء الاصطناعي، مقارنة بنسبة 58% فقط من الرجال، وهذا يعني أن النساء قد يتأثرن بشكل غير متناسب بفقدان الوظائف الناتج عن التقدم التكنولوجي.
17 وظيفة مهددة بسبب الذكاء الاصطناعي
تتضمن الوظائف التي قد تتأثر بالذكاء الاصطناعي طيفا واسعا من المجالات، ولا تقتصر على مجال الكتابة فقط، فوفقًا للدراسة، هناك حوالي 17 وظيفة مختلفة معرضة لخطر الاستبدال بالذكاء الاصطناعي.
وهذا يعني أن العديد من الصناعات والقطاعات قد تشهد تغييرات جذرية في القوى العاملة نتيجة لتطور هذه التقنية، وجاءت تلك الوظائف على النحو التالي:
الوظائف الإدارية:
يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي مثل GenAI أن تدعم المسؤولين في المكاتب والمساعدين في إنجاز مهام متنوعة.
كُتّاب المحتوى:
يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT وGemini، إنتاج النصوص فقد تم تصميمها خصيصا لإقناع القارئ بأن محتواها كاتبه إنسان.
البرمجة:
تتميز برامج مثل ChatGPT بقدرتها على كتابة أكواد برمجية بطريقة صحيحة وسريعة، مما قد يثير قلق المبرمجين الذين يركزون على إنتاج كميات كبيرة من الأكواد ذات الجودة المنخفضة.
خدمة العملاء:
يمكن لـ ChatGPT القيام ببعض أعمال مركز الاتصالات وتخفيف العبء عن العاملين من خلال ترجمة وتلخيص استفسارات العملاء.
السائقون:
من المتوقع أن يؤثر انتشار الذكاء الاصطناعي في السيارات على وظائف السائقين، بآليات متعددة.
المجال القانوني:
تشير الأدلة إلى أن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير كبير على الوظائف القانونية، وفقا لدراسة من مؤسسات أكاديمية مرموقة.
التسويق:
يمكن أن تقوم تقنيات الذكاء الاصطناعي بالعديد من المهام التسويقية.
التصنيع:
يلعب الذكاء الاصطناعي دورا أساسيا في مجال التصنيع من خلال أتمتة المهام الميكانيكية المتكررة، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات.
المعلمون:
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقدم مساعدات قيمة للمعلمين في العديد من المجالات، مثل: تحسين الإنتاجية وإعداد خطط الدروس وإنشاء أسئلة الاختبارات والاختبارات التجريبية.
السفر والسياحة:
يساهم الذكاء الاصطناعي في تمكين المسافرين من اكتشاف وجهات جديدة، وإجراء حجوزات الطيران، واستئجار المركبات، والعثور على أماكن الإقامة عبر الإنترنت.
المترجمون:
يؤثر الذكاء الاصطناعي على صناعة خدمات الترجمة من خلال تعزيز دقة وجودة الترجمة الآلية في الوقت الفعلي بعدة لغات.
المالية:
يتدخل الذكاء الاصطناعي في مجال التمويل والخدمات المصرفية، حيث يمكن استخدام تقنيات GenAI لمراقبة المعاملات وتقديم نصائح مالية فعالة حول كيفية الإدارة السليمة للموارد المالية.
مصممو الجرافيك:
تعتبر ميزة «Generative Fill» في برنامج Adobe Photoshop مثالا على كيفية تعزيز الذكاء الاصطناعي لدور مصممي الجرافيك، حيث تتيح حتى للأشخاص غير الخبراء في تحرير الصور إجراء تعديلات دقيقة بناءً على وصف نصي،
كما تساهم أدوات أخرى مثل Dall-E وMidjourney في إنشاء صور واقعية ورؤى فنية معقدة من الأوصاف النصية الموجهة.
الهندسة:
يساعد الذكاء الاصطناعي في إنتاج أفكار جديدة وطرح حلول حسابية متعددة لمشكلة معينة ضمن معايير محددة، ويختلف بشكل جذري عن أي تصميم آخر سابق.
الموارد البشرية:
يمكن استخدام أدوات التوظيف المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في العديد من المهام، مثل: استقطاب المرشحين المؤهلين ومراجعة السير الذاتية وأتمتة مهام التوظيف.
التجزئة:
يؤثر الذكاء الاصطناعي على عمليات الدفع والمحاسبة في قطاع التجزئة، ما يقلل من الاعتماد على الموظفين البشريين.
سلسلة التوريد:
يمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز الشفافية في سلاسل التوريد المتزايدة التعقيد التي يواجهها المصنعين، وتحسين توقعات الطلب، وتقييم المخزون، وتواصل العملاء، وتحسين الأداء التشغيلي، وحتى تعزيز الاستدامة.