لكل دولة ثقافتها وتراثها الذي يعكس تاريخها وهويتها سواء كان هذا التراث ماديا أو غير مادي للحفاظ على هذا التراث خاصة غير المادي الذي من السهل سرقته أطلقت منظمة اليونسكو مبادرة قائمة التراث الثقافي غير المادي بهدف صون الممارسات والتقاليد التي تشكل جزءا جوهريا من هوية الشعوب والمجتمعات تدرج التقاليد على هذه القائمة من خلال عملية ترشيح وتقييم تتطلب تقديم ملف شامل يبرز قيمتها الثقافية والإنسانية وأهمية استمرارها عبر الأجيال.
قائمة التراث الثقافي غير المادي في مصر
نجحت مصر في إدراج بعض من عناصر تراثها مثل فن التحطيب وهو فن قتالي مصري قديم تحول إلى لعبة شعبية تؤدى بالعصي في المناسبات الاجتماعية أيضا المعارف والمهارات المرتبطة بصناعة النخيل الذي يشكل جزءا مهما من الحياة اليومية في الريف المصري.
المطبخ المصري واليونسكو
رغم هذا الإنجاز إلا أن المطبخ المصري الغني بتاريخه وأطباقه المميزة لم يجد مكانا له في قائمة اليونسكو على عكس مطابخ ثلاث وثلاثين دولة أخرى مثل الأردن والمغرب والإمارات ما يثير تساؤلات حول غياب توثيق الأكلات المصرية التقليدية على الرغم من شهرتها العالمية وتنوعها الفريد بدأت سميرة عبد القادر مؤسسة مبادرة توثيق المطبخ المصري توثيق الأكلات المصرية وذكر تاريخ كل طبق وإثبات نسبته للثقافة المصرية.
مبادرة لتوثيق المطبخ المصري تعتمد على مراجع تاريخية
تحدثت المصرى اليوم مع سميرة عبد القادر مؤسسة مبادرة توثيق المطبخ المصري التي أطلقتها بعدما لاحظت انتشار معلومات مغلوطة على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام حيث ينسب البعض العديد من الأكلات والحلويات المصرية إلى المطبخ التركي أو الشرقي دفعها حبها للتاريخ والطهي للبحث في أصول تلك الأطباق لإثبات أنها مصرية الأصل وليست دخيلة من الدول التي احتلت مصر بدأت سميرة في نشر معلومات حول أصول الأطباق المصرية على صفحتها في فيسبوك تحدثت مع الطهاة الذين فوجئت بأن الكثير منهم لا يعرفون شيئا عن أصول تلك الأطباق بعضهم يعتقد أن المطبخ المصري فقير ومعظم الأكلات جاءت مع الدول التي احتلت مصر تؤكد أن المصريين القدماء هم من أسسوا المطبخ المصري منذ آلاف السنين وأن الأتراك اقتبسوا منه.
الأسيوطية والإخميمية حلويات مصرية قديمة
سميرة استندت في أبحاثها إلى كتب تاريخية مثل كنز الفوائد في تنويع الموائد والوصل إلى الحبيب في وصف الطيبات والطيب شرحت أن العديد من الأكلات التي يدعى أن أصلها تركي أو سوري مثل البقلاوة والكنافة هي في الحقيقة مصرية حيث كانت تسمى البقلاوة بالأسيوطية نسبة إلى محافظة أسيوط والكنافة بالإخميمية نسبة إلى مدينة إخميم في سوهاج وأوضحت أن الزلابية كانت تعرف بالقاهرية وأكدت أن تسعين بالمئة مما يعرف اليوم بالحلويات الشرقية هو في الواقع مصري الأصل والباقي عراقي.