يقع معبد دوش، أحد أبرز المعالم التاريخية بمحافظة الوادي الجديد، على بُعد 113 كيلومترًا جنوب شرق مدينة الخارجة، و23 كيلومترًا شرق واحة باريس يُعتبر هذا المعبد شهادةً حيّة على عظمة حضارة مصر القديمة وأهميته التاريخية التي تعود إلى العصر الروماني وفقاً لتصريحات محمد إبراهيم، مدير عام الآثار المصرية في الوادي الجديد، تم بناء المعبد في العام 117 ميلادياً، خلال حكم الأباطرة دوميتان وتراجان وهادريان، ليصبح لاحقاً أحد المعالم البارزة في المنطقة.
التاريخ والموقع الاستراتيجي لمعبد دوش
يرتبط معبد دوش بطريقين تجاريين هامين: درب الأربعين المؤدي إلى السودان، ودرب إسنا الواصل بين مركز باريس ومنطقة إسنا يتكون المعبد من مبنى ضخم من الحجر الرملي يتخذ اتجاهًا شماليًا جنوبيًا، ويحيط به سور من الطوب اللبن، إلى جانب قلعة تتألف من أربعة طوابق، وقد عُرف الموقع في العصر الفرعوني باسم “كشت”، بينما أُطلق عليه في بداية العصر البطلمي اسم “كسيس”.
تعد منطقة معبد دوش موطناً لأحد أثمن الكنوز الأثرية المكتشفة في العالم، والذي تم العثور عليه عام 1989 على يد بعثة المعهد الفرنسي للآثار الشرقية ويشمل الكنز، الذي يُعرض الآن في قاعة المصوغات الذهبية بالمتحف المصري بالقاهرة، مجموعة من 212 سبيكة ذهبية، إلى جانب قلادتين فريدتين، وقطعتين من الفضة منقوش عليهما صورة الملكة “واجت”؛ الأولى تظهرها مرتدية تاج مصر العليا، بينما الثانية تصورها بتاج مصر السفلى.
تفاصيل كنز دوش وتصميمه الفني
من بين القطع الفريدة في الكنز تاج ذهبي مصنوع من صفائح على شكل أوراق العنب، تتوسطها سبيكة ذهبية تضم تمثالاً للإله “سرابيس” داخل واجهة معبد صغير يتميز التاج بزخارف دقيقة؛ فالجانب الأيمن يحتوي على شريط من ثمان أوراق عنب تنتهي بأزهار الخشخاش، بينما يضم الجانب الأيسر تسع أوراق عنب تنتهي بسلك مزين بأسطوانات تمثل أزهار الخشخاش، رمز الخصب ويُعتبر هذا الكنز جزءاً من التراث المصري الفريد الذي يجسد مزيجاً من المهارة الفنية والرموز التاريخية.