من بين الأشجار القديمة التي تحمل بين جذورها أسرار الطبيعة، تبرز شجرة الجنكة، المعروفة بلقب “شجرة الذكاء” و”عشبة النسيان”، هذه الشجرة العريقة، التي تمتد جذورها إلى الصين، قد نجت عبر العصور واستطاعت أن تنتشر إلى العديد من بقاع الأرض، من اليابان إلى باقي أنحاء العالم، لتصبح أحد أبرز النباتات التي يحتفى بها لما لها من فوائد صحية لا حصر لها نقدمها لكم عبر موقعنا الزهراء.
الجنكة شجرة الذكاء وعشبة النسيان
لكن ما هو السر وراء هذه الشجرة؟ وكيف أصبحت رمز للذاكرة والذكاء؟ دعونا نغوص في عالم الجنكة ونكشف المزيد عن خصائصها وطرق استخدامها.
الجنكة تاريخ طويل من العناية بالذاكرة
الجنكة، تلك الشجرة التي يقدر عمرها بعشرات الملايين من السنين، تعتبر من أقدم النباتات الحية التي لا تزال موجودة حتى يومنا هذا، كان قدماء الصينيين يزرعونها بشكل رئيسي في معابدهم، حيث كانوا يعتبرونها رمز للخلود، وبمرور الوقت، تجاوزت شهرة الجنكة حدود الصين وبدأت تنتشر في مختلف البلدان، بما في ذلك اليابان.
تعرف الجنكة باسم “عشبة النسيان”، في إشارة إلى استخدامها التاريخي لتحسين الذاكرة والتقليل من الأعراض المرتبطة بفقدان الذاكرة، في عصرنا الحالي، أصبحت الجنكة متاحة في الصيدليات على شكل مكملات غذائية تباع في الأقراص.
العناصر الفعالة في الجنكة: كيف تعمل؟
تتمثل قوة الجنكة في المركبات الطبيعية التي تحتوي عليها، والتي تُعدّ مفيدة في حماية الدماغ وتحسين وظائف الذاكرة. أبرز هذه المركبات هي:
- الفلافونويدات مركبات قوية مضادة للأكسدة تساعد في حماية الخلايا العصبية من التدهور نتيجة التأثيرات البيئية الضارة، إنها تعمل على تقوية الأوعية الدموية وتحسين تدفق الدم إلى الدماغ، مما يسهم في زيادة التركيز وتقوية الذاكرة.
- التربينويدات تساعد هذه المركبات في تحسين الدورة الدموية عن طريق توسيع الأوعية الدموية وتقليل لزوجة الدم، هذا التحسن في الدورة الدموية يساهم في توصيل المزيد من الأوكسجين والمواد المغذية إلى الدماغ، مما يعزز وظائفه المختلفة.
أبحاث ودراسات هل الجنكة فعلا تحسن الذاكرة؟
على مر السنين، تزايد الاهتمام العلمي بعشبة الجنكة وفوائدها المتعددة، توصلت الدراسات إلى أن مستخلصات الجنكة يمكن أن تحسن الذاكرة والانتباه، خاصة لدى البالغين الأصحاء، في إحدى الدراسات، أظهرت نتائج إيجابية لتأثير الجنكة على التركيز والذاكرة القصيرة المدى بعد تناول المكملات لمدة أربعة أسابيع.
بالإضافة إلى تحسين وظائف الدماغ، أظهرت بعض الأبحاث أن الجنكة يمكن أن تساعد في التخفيف من أعراض القلق والتوتر، وهو ما يعزز من قدرتها على تحسين الصحة النفسية أيضا.
الجنكة والخرف أمل في العلاج أم مجرد مسكن؟
فيما يتعلق بالأمراض العقلية مثل الخرف والزهايمر، تشير بعض الدراسات إلى أن الجنكة قد تلعب دور في تخفيف الأعراض المرتبطة بهذه الحالات، لكن، بالرغم من الفوائد المحتملة، لا توجد دراسات حاسمة تثبت أن الجنكة قادرة على علاج مرض الزهايمر أو الخرف بشكل فعال مقارنة بالأدوية المعتمدة.
تعتبر الجنكة علاج مكمل قد يساعد في تحسين بعض الأعراض، لكن لا يمكنها أن تحل محل الأدوية المخصصة لهذا الغرض.
الجنكة شجرة الذاكرة والذكاء
لا شك أن الجنكة تحمل الكثير من الفوائد التي تجعلها واحدة من أعظم النباتات الطبية التي استخدمها الإنسان على مر العصور، ورغم أنها لا تشكل علاج سحري لجميع مشاكل الدماغ، إلا أنها تظل خيار طبيعي ممتاز لتحسين الذاكرة والتركيز، بالإضافة إلى فوائدها الصحية الأخرى، لكن، مثل أي علاج آخر، يجب استخدامها بحذر وباستشارة المختصين، لتجنب أي تفاعلات مع الأدوية الأخرى ولتحقيق أقصى استفادة من هذه “شجرة الذكاء”.