خلال السنوات القليلة الماضية، وثق الخبراء في مجال البيئة ظهور العديد من أنواع الكائنات الحية والطيور والأسماك النادرة وغير المعتادة في سوريا وتزايدت التقارير العلمية التي تشير إلى ظهور أنواع جديدة في البيئة السورية، وهو ما يرجعه الخبراء إلى التغيرات المناخية والتغيرات البيئية العالمية التي أدت إلى تحركات غير معتادة للكائنات الحية عبر الحدود الجغرافية ومن بين هذه الكائنات التي ظهرت مؤخرًا، يمكن الإشارة إلى طيور نادرة مثل “الشنقب الملون الكبير” و”نورس أدونيس”، اللذين تم رصدهما في مناطق مختلفة من سوريا.
ظهور طائر الشنقب الملون الكبير في بادية حمص
في حديث لوسائل الإعلام المحلية، أكد الباحث السوري الخبير في التنوع البيئي، أحمد أيدك، أنه قام مؤخرًا بتوثيق ظهور نوعين نادرين من الطيور في سوريا ر أحد هذه الأنواع هو طائر الشنقب الملون الكبير، الذي ينتمي إلى فصيلة الشنقب وقد أوضح الباحث أن هذا النوع من الطيور كان يعيش في السابق في مناطق الشرق الأوسط وأجزاء من قارة إفريقيا، وبدأ بالظهور في منطقة الشرق الأوسط في السنوات القليلة الماضية ورغم وصوله إلى المنطقة بأعداد قليلة، لم يتم رصد هذا الطائر في سوريا إلا في هذا العام.
وتم توثيق وجود طائر الشنقب الملون الكبير في إحدى البرك الموسمية الصغيرة في بادية حمص، بالقرب من مدينة تدمر. ورغم أن ظهور هذا الطائر لا يعني بالضرورة أنه أصبح من الطيور المقيمة في سوريا، إلا أن تكرار ظهوره في المستقبل قد يشير إلى إمكانية استقراره في المنطقة ويذكر أن سوريا تحتوي بالفعل على أربعة أنواع من طيور الشنقب، وهو ما يجعل ظهور النوع الخامس، الشنقب الملون الكبير، حدثًا مميزًا في مجال التنوع البيئي السوري.
وأكد أيدك أن طيور الشنقب، على اختلاف أنواعها، من الطيور المهددة بالانقراض في سوريا، بسبب أعمال الصيد الجائر التي تؤدي إلى انخفاض أعدادها بشكل ملحوظ ولذلك، فإن ظهور هذا النوع من الطيور في بادية حمص يعد أحد المؤشرات الإيجابية التي قد تساهم في دراسة إمكانية إعادة توطينها في المنطقة.
طائر نورس أدونيس ظهور غير مسبوق على السواحل السورية
النوع الآخر الذي تم رصده هو طائر نورس أدونيس، الذي ظهر في الساحل السوري للمرة الأولى وتم رصد هذا الطائر في منطقة جنوب مدينة طرطوس، حيث تم توثيق وجود اثنين من طيور نورس أدونيس، وهو نوع عادة ما يفرخ على السواحل الممتدة من تركيا وحتى المغرب العربي ووفقًا للباحث أيدك، فإن هذا الطائر لم يتم رصده في سوريا سابقًا، مما يجعله اكتشافًا مهمًا في مجال دراسات الطيور.
ويعتبر هذا النوع من الطيور ذو أهمية خاصة في دراسة حركة الطيور والتنوع البيئي في المنطقة، حيث يشير ظهوره إلى تغيرات قد تكون مرتبطة بالظروف المناخية والجغرافية كما أن هذه الظاهرة قد تكون نتيجة لتحولات في أنماط الطيران والهجرة بسبب تغيرات المناخ العالمي.
تأثير التغيرات المناخية على الحياة البرية في سوريا
يرى الخبراء أن التغيرات المناخية العالمية قد لعبت دورًا كبيرًا في تحركات الكائنات الحية خارج نطاق بيئتها الأصلية فارتفاع درجات الحرارة، والتغيرات في أنماط الأمطار، والتوسع في مناطق الجفاف، قد تكون قد دفعت هذه الكائنات إلى البحث عن بيئات جديدة توفر لها فرصًا للبقاء والنمو وفي هذا السياق، أصبحت بعض الكائنات الحية التي كانت تعتبر غريبة أو نادرة في سوريا تظهر الآن في مناطق جديدة، ما يعكس تأثير التغير المناخي في إعادة توزيع الأنواع الحيوانية والنباتية.