محمد الساعد: ترمب.. صيّاد الفرص الضائعة!

بوابة الزهراء: علق الكاتب محمد الساعد، على فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024.

الفرص الضائعة

وقال الساعد في مقال له بعنوان “ترمب.. صيّاد الفرص الضائعة!”، المنشور بصحيفة “عكاظ”: هل فوز دونالد ترمب فرصة؟ نعم هو فرصة للجميع، الأوكرانيين والروس الذين غرقوا في حرب لا أفق لانتصار أحدهما على الآخر، مهددة العالم بحرب نووية مدمرة، وفرصة للشرق الأوسط بما فيه من اشتباكات وصراعات دامية، وللأمريكيين الذين صوّتوا له بكثافة لعله ينقذ اقتصادهم وحياتهم الاجتماعية، وللبشر الأسوياء الذين يجدون أن الانحراف اليساري نحو التحول الجنسي واستباحة المحرمات وتسويقها قسراً على العائلات وبين الأطفال.

حالة غنى 

وأضاف: إذا كان هناك من وصف للفوز الذي حققه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، فهو فوز المهمشين والبسطاء والطبقة العاملة، ولعل أدق من وصف الحالة الأمريكية هو ما قالته مراسلة قناة العربية الزميلة «نادية بلبيسي» ليلة الأمس خلال شرحها لاكتساح دونالد ترمب صناديق الاقتراع، خلال شرحها لفوزه، قائلة: «بالرغم من أن ترمب ملياردير وقادم من حالة غنى وثراء كبير، إلا أنه يتكلم كما الناس البسطاء من المواطنين الأمريكيين، ويتحدث بلسانهم في القضايا التي يواجهونها».

امتلاك مشاعر 

وأكمل: إنها قصة مهمة في الاتصال والتواصل بين البشر، فالنخب التي تعتقد أنها قادرة على امتلاك مشاعر ووجدان الناس فقط لأنها ذكية ودرست في جامعات عريقة، أو لأنها عملت في المؤسسات لسنوات طويلة، أو لأنها تمتلك خطاباً مفوهاً مثل «أوباما» تصبح ضحية نخبويتها، فالناس لا تريد من يتذاكى عليها ليكسب أصواتهم فقط، وعندما يصل من يسدد فواتيره وينفذ أجنداته الخاصة التي اتفق فيها مع من يشبهه، وينسى في الوقت نفسه الناس الذين أوصلوه بأصواتهم، ووعوده التي قطعها لهم، عندها يستخدم الناس أهم سلاح لديهم وهو أن يتخلوا عنك ويخرجوا من مساحتك إلى مساحات أخرى يشعرون فيها بالأمان.

أصنافاً جديدة

وزاد: في التواصل، الناس تبحث عمن يشبهها، يحلم كما يحلمون، يتحدث كما يتحدثون، ويأكل البرغر كما يأكلون، ويعمل في ماكدونالدز أو في مجال النظافة كما يعملون، وهو ما استوعبه وعمله دونالد ترمب، بسبب عفويته فهو لم يتعود أن يكون نخبوياً، مشيرا: إنهما خطابان يسيران جنباً إلى جنب؛ أحدهما خطاب نخبوي متعالٍ سلطوي، فشل في تعامله مع الناس، لأنه أراد أن يقرر للبشر ما يريدون، ولا يشاؤون إلا ما يشاء، يحاول أن يخلق لهم بدل الذكر والأنثى التي ولدت عليها البشرية أصنافاً جديدة من المتحولين والمغايرين.

أرض الأحلام

ولفت: نخبة لم تفهم أن الإنسان بفطرته العادية لا يريد الانجرار نحو ذلك التطرف اليساري الموغل في استباحته للأخلاق والقيم والمحاذير الدينية، وهو ما دفع مثلاً المهاجرين الشرقيين بشقيهم المسيحيين والمسلمين ليصوّتوا لصالح تقاليدهم الشرقية والتي حملوها معهم في حقائبهم عندما هاجروا إلى أرض الأحلام، منحازين إلى خطاب شعبي حقيقي، فهم ما يريدونه وعبّر عنهم ببساطة.

حرب نووية

وتابع، قائلاً:”كان ذلك المشهد أمريكياً، ولكن عالمياً وشرق أوسطياً، فمن ترمب المكروه عند التنظيمات وبعض الشعوب -العربية والغربية- بسبب انقيادهم للدعايات التي استبقت رئاسته والتي انطلقت أساساً من الإعلام الغربي وتلقفتها بعض الأوساط منشئة عليها سرديتها الخاصة، فضلاً عن عدم قدرتها على التحكم في عواطفها المندفعة، إلى أن يصبح «ترمب» اليوم هو المنقذ للعالم من حرب نووية محتملة، وللشرق الأوسط من حروب عدمية، ويتحول إلى جالب للأحلام ومحقق للسلام”.

تعليق الآمال 

وختم مقاله:”المهم ليس في تعليق الآمال على دونالد ترمب وإدارته، من التنظيمات والدول المنخرطة في الفوضى، بل هو عدم تفويت فرص السلام الاستثنائية القادمة والتي ربما لا تعود، كما ذهبت فرصة السلام التي طرحها بيل كلينتون العام 2000م، قبيل مغادرته البيت الأبيض بالشراكة مع إيهود باراك”.