يُعد معبد دوش، الواقع على بُعد 113 كم جنوب شرق مدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد، من أبرز المعالم الأثرية في مصر، حيث يعود تاريخه إلى العصر الروماني، وتحديدًا في فترة حكم الأباطرة دومتيان وتراجان وهادريان شُيد المعبد في عام 117 ميلادي، ويعد شاهدًا على عظمة الحضارة المصرية القديمة، حيث كان يُكرس للثالوث المقدس: إيزيس، سرابيس، وحربوقراط.
يتميز المعبد بجدرانه التي تحمل نقوشًا هيروغليفية تُصور الأباطرة وهم يقدمون القرابين للآلهة، بالإضافة إلى معبد آخر مخصص للمعبود آمون يُعرف بمعبد المناور، إلى جانب العيون المائية التي كانت تُستخدم لري الأراضي الزراعية.
وفي عام 1989، اكتشفت بعثة المعهد الفرنسي للآثار الشرقية “كنز دوش” داخل المعبد، والذي يعد من أغلى الكنوز في العالم يتكون الكنز من 212 سبيكة ذهبية، قلادتين، ولوحتين فضيتين نقشت عليهما صور للملكة “واجت” كما يتضمن الكنز تاجًا ذهبيًا مزخرفًا بأوراق عنب وسبيكة ذهبية تحمل تمثالًا لسرابيس.
تم عرض الكنز لأول مرة في المتحف المصري بالقاهرة عام 2000، ليظل شاهدًا على عظمة مصر القديمة وتاريخها العريق.
أهمية معبد دوش في التاريخ المصري
يُعتبر معبد دوش جزءًا من التراث الثقافي والحضاري الغني الذي تميزت به مصر في العصور القديمة، ويُعد نقطة محورية في دراسة تاريخ الوادي الجديد وتطور الحياة الدينية في المنطقة إذ كان المعبد يُعد مركزًا دينيًا مهمًا للعبادة، كما أنه يشهد على التفاعل بين الحضارة المصرية القديمة والحضارات الأجنبية التي تأثرت بها تواصل البعثات الأثرية العمل في المنطقة للكشف عن المزيد من أسرار هذا المعلم التاريخي، مما يعزز مكانته كموقع سياحي وأثري هام.