في عام 1999، شهدت إحدى العائلات حالة غير مسبوقة في تاريخ الطب وعالم الولادات، حيث أنجبت امرأة تدعى ماري من مدينة نيويورك سبعة أطفال في وقت واحد كان الخبر في البداية صادما للعالم، وأصبح حديث الصحف والمجلات لكن ما جعل القصة أكثر إثارة للدهشة هو رد فعل زوجها الذي تركها بعد الولادة مباشرة، بسبب الحمل الكبير وعدد الأطفال الضخم.
الصدمة الكبرى
عندما أعلنت ماري عن حملها، كانت الصدمة الأولى هي المفاجأة بأنها حامل في سبعة أطفال ولم يكن هذا حملًا طبيعياً، بل كان نتيجة عملية علاجية غير تقليدية، حيث استخدمت الأطباء أحدث التقنيات لمحاولة زيادة فرصة الحمل بعد محاولات متعددة فشلت في الماضي على الرغم من المخاطر الكبيرة التي تنطوي عليها، قررت ماري وزوجها الإقدام على هذه الخطوة.
ولكن بعد أن أنجبت 7 توائم، لم يستطع الزوج تحمل المسؤولية الضخمة التي نشأت عن هذه الولادة شعر بالعجز والإرهاق من الواقع الجديد، حيث أن تربية 7 أطفال في وقت واحد كانت مهمة شاقة ومتعبة للغاية. بعد الولادة، اتخذ الزوج قرار مفاجئا بالانفصال عن ماري، تاركا إياها مع الأطفال السبعة في مواجهة تحديات الحياة.
ماري والأطفال: التحدي الأكبر
رغم الصدمة والخذلان الذي تعرضت له، قررت ماري أن لا تستسلم مع الدعم من عائلتها وأصدقائها، بدأت في تربية الأطفال السبعة بمفردها كانت تجد فيهم الأمل والطاقة لمواصلة حياتها، رغم الظروف الصعبة تطلب الأمر منها جهد كبير حيث كانت تنفق ساعات طويلة في العناية بهم، وكان لديها تحديات مادية وصحية، ولكن إصرارها على النجاح كان أقوى من أي صعوبة.
ما حدث بعد 25 سنة
مرت 25 سنة منذ تلك الحادثة، وعاشت ماري حياة مليئة بالتحديات والإنجازات الأطفال السبعة كبروا الآن، وكل واحد منهم اختار مسارا مختلفا في الحياة، منهم من أصبح مهندسا، وآخر أصبح طبيبا، وبعضهم اختار مهنا فنية ولكن الأمر الذي فاجأ الجميع هو النجاح الذي حققته ماري في حياتها بعد مرور كل هذه السنوات لم تقتصر نجاحاتها على تربية الأطفال فقط، بل قامت بتأسيس مؤسسة خيرية لمساعدة الأمهات المعوزات، كما حصلت على العديد من الجوائز تكريماً لإصرارها وصبرها.
في إحدى المقابلات التلفزيونية، قالت ماري: “كنت في بداية الأمر أشعر أن العالم كله كان في زهول، وكان الجميع يتساءل كيف سأتمكن من تربية هؤلاء الأطفال لكني تعلمت مع مرور الوقت أنني قادرة على كل شيء، وأن الحب والصبر هما المفتاح”.