في حدث تاريخي غير مسبوق شهدت صناعة الألماس تحولًا جذريًا مع اكتشاف أكبر منجم للألماس الوردي في العالم الذي يقدر حجمه بـ 865 مليون قيراط وهذا الاكتشاف المذهل ليس مجرد إضافة جديدة إلى عالم الأحجار الكريمة بل يحمل في طياته تأثيرًا كبيرًا على الاقتصاد المحلي والعالمي ، فبخلاف كونه أحد أكبر المصادر الطبيعية للألماس يتوقع أن يكون له تداعيات ضخمة على الأسواق المالية وحركة أسعار الألماس في السنوات المقبلة ولكن المفاجأة الأكبر تكمن في موقع هذا المنجم الذي يقع في دولة ربما لم يتوقع الكثيرون أن تكون موطنًا لمثل هذا الكنز الثمين ، فما هي هذه الدولة؟ تابعوا معنا لتكتشفوا التفاصيل المثيرة حول هذا الاكتشاف التاريخي.
تاريخ منجم الألماس الوردي ونهاية عصره
منجم الألماس الوردي في أستراليا كان واحدًا من أكبر منابع الألماس الوردي في العالم ، فبعد 41 عامًا من التشغيل تم إغلاق منجم “أرجيل” في 2020 الذي كان يشتهر بكونه المصدر الرئيسي لأكثر من 90% من الألماس الوردي المعروف في الأسواق ويعد هذا المنجم بمثابة نقطة تحول في تاريخ صناعة الألماس إذ شهدت قيمته زيادة مذهلة على مدار العقود الماضية ، ومنجم أرجيل اكتشف لأول مرة في عام 1979 وبدأت شركة “ريو تينتو” الإنجليزية الأسترالية استثماراتها فيه في عام 1983 وعلى مر السنين أنتج المنجم أكثر من 865 مليون قيراط من الألماس الخام بما في ذلك كميات نادرة جدًا من الألماس الوردي الذي يعتبر من أغلى الأحجار الكريمة في العالم ، ولكن مع مرور الوقت وندرة الإنتاج قررت الشركة إغلاقه مما أدى إلى تغيير في ملامح السوق العالمي للألماس الوردي ، وتم تنظيم احتفال بمناسبة إغلاق منجم أرجيل بحضور العديد من الموظفين والمسؤولين بما فيهم ممثلون عن المالكون المحليون ، وأكد مدير المنجموأندرو ولسون في كلمته على أهمية هذا الحدث مشيرًا إلى أن هذه هي بداية فصل جديد يتمثل في إعادة تأهيل الأرض التي ستعود إلى أصحابها الأصليين ، كما أوضح أن عملية تفكيك المنجم وإعادة تأهيله ستستغرق نحو خمس سنوات.
زيادة أسعار الألماس الوردي وتأثير الإغلاق على السوق
واحدة من أبرز التوقعات التي نشأت بعد إغلاق منجم أرجيل هي زيادة أسعار الألماس الوردي في السوق العالمية والمديرة العامة لعمليات الماس والنحاس في شركة “ريو تينتو” سيانيد كوف توقعت أن يشهد سعر الألماس الوردي زيادة كبيرة بعد إغلاق المنجم حيث ارتفعت قيمته بنسبة 500% خلال العقدين الماضيين واليوم يمكن أن يصل سعر القيراط الواحد من الألماس الوردي إلى ثلاثة ملايين دولار ما يعكس ندرته وقيمته العالية ، ويتوقع العديد من تجار المجوهرات والمستثمرين أن يؤدي إغلاق منجم أرجيل إلى زيادة ندرة الألماس الوردي مما سيعزز من قيمته في المستقبل وتزداد احتمالية أن يسعى المستثمرون إلى البحث عن مصادر بديلة أو يعيدوا التفكير في طرق استثمارهم في السوق مما قد يفتح أبوابًا جديدة لعالم الألماس.