في عصرنا الحالي، أصبح الإنترنت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. سواء كنت تستخدمه للعمل أو الدراسة أو حتى للتواصل مع الأصدقاء والعائلة، فإن اتصال الإنترنت السريع والمستقر يعد من الضروريات الأساسية في كل منزل. ولكن على الرغم من أهمية الراوتر في توفير الإنترنت، قد لا يعرف الكثيرون كيفية الاستفادة القصوى من هذا الجهاز للحصول على أفضل تجربة اتصال. تكمن الإجابة في اختيار المكان المناسب لوضع الراوتر، وهو العامل الذي يؤثر بشكل كبير على قوة الإشارة وجودة الاتصال.
أفضل الأماكن لوضع جهاز الراوتر في المنزل
1. الأماكن المرتفعة
أحد العوامل الأساسية التي تساهم في تحسين تغطية الإشارة هو الارتفاع. يُفضل وضع جهاز الراوتر في مكان مرتفع داخل المنزل مثل رف أو طاولة مرتفعة. فإشارة الواي فاي تنتقل بشكل أفضل عندما لا تكون محجوزة بين الأثاث أو الجدران التي قد تعيقها. كلما كانت المسافة بين الراوتر وسقف الغرفة أقرب، كلما كانت الإشارة أقوى وأكثر انتشارًا في كافة أنحاء المنزل.
إذا كان لديك أكثر من طابق في المنزل، حاول وضع الراوتر في الطابق الأوسط أو العلوي بحيث تكون الإشارة أكثر توزيعًا بين الطوابق المختلفة.
2. الموقع المركزي في المنزل
إذا كنت ترغب في تغطية كافة أرجاء منزلك بشكل جيد، فاختيار موقع مركزي يعتبر من أفضل الحلول. وضع الراوتر في مكان مركزي، مثل الردهة أو المنطقة المشتركة القريبة من معظم الغرف، يضمن توزيع الإشارة بشكل متساوٍ في كل مكان. هذا يقلل من احتمال وجود مناطق مظلمة أو ذات إشارة ضعيفة، مما يساعد على تحسين تجربة الإنترنت في المنزل. إذا كان منزلك يتكون من عدة طوابق، يمكنك أيضًا اختيار طابق أو غرفة بالقرب من منتصف المسافة بين باقي الغرف.
3. تجنب الأماكن المغلقة أو الزوايا المعزولة
من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها البعض هو وضع الراوتر في الزوايا المغلقة أو الغرف البعيدة عن مناطق الاستخدام الرئيسية مثل الخزائن أو الأدراج. هذه الأماكن ليست فقط ضيقة ولكنها تحجب الإشارة وتحد من قدرتها على الانتشار. لذلك، يُفضل دائمًا أن تترك الراوتر في مكان مفتوح بحيث يكون قادرًا على بث الإشارة في جميع الاتجاهات.
أماكن يجب تجنب وضع الراوتر فيها
1. المطبخ
على الرغم من أن المطبخ قد يبدو مكانًا مناسبًا نظرًا لوجود منافذ كهربائية فيه، إلا أن هذا المكان يعتبر من أسوأ الخيارات لوضع جهاز الراوتر. ذلك لأن الأجهزة الكهربائية في المطبخ مثل الميكروويف يمكن أن تتداخل مع إشارات الواي فاي وتسبب ضعفًا في الاتصال. بالإضافة إلى ذلك، فإن المطبخ عادة ما يكون مليئًا بالمعادن، مما يؤدي إلى تشويش الإشارة أيضًا.
2. الأماكن المغلقة مثل الأدراج أو الأرفف المغلقة
وضع الراوتر داخل أدراج مغلقة أو على أرفف مغلقة يعد خيارًا غير مثالي. هذه الأماكن تمنع الإشارة من الانتشار بحرية، وبالتالي تصبح الإشارة أضعف في العديد من الأماكن داخل المنزل. من الأفضل أن تترك الجهاز في مكان مفتوح يمكنه من بث الإشارة بشكل جيد وفعّال.
3. الأماكن القريبة من الماء
من المعروف أن الرطوبة يمكن أن تؤثر على أداء الأجهزة الإلكترونية، وبالتالي فإن وضع الراوتر بالقرب من مصادر المياه مثل الأحواض أو النوافذ المفتوحة ليس فكرة جيدة. الرطوبة العالية قد تتسبب في تشويش الإشارة أو حتى تلف الجهاز على المدى الطويل. لذا، يفضل الحفاظ على مسافة بين الراوتر وأي مصادر للماء.
نصائح إضافية لتحسين أداء الراوتر في المنزل
حتى بعد وضع الراوتر في المكان المثالي، قد لا يزال بإمكانك تحسين أداء الإنترنت بشكل أكبر باتباع بعض النصائح الإضافية:
1. تحديث البرنامج الثابت (Firmware)
يجب عليك التأكد من أن جهاز الراوتر يعمل بأحدث إصدار من البرنامج الثابت. تقوم شركات تصنيع أجهزة الراوتر بإصدار تحديثات دورية تحتوي على تحسينات في الأداء وإصلاحات للأخطاء. التحديث المستمر يمكن أن يُحسن من استقرار الاتصال ويزيد من سرعة الإنترنت.
2. استخدام أجهزة توسيع الشبكة
في المنازل الكبيرة أو ذات التصميم المعقد، قد لا تكون الإشارة كافية لتغطية كافة الأرجاء. في هذه الحالة، يمكن استخدام أجهزة توسيع الشبكة أو نقاط الاتصال (Hotspots) لتوسيع نطاق التغطية. هذه الأجهزة تُحسن من جودة الإنترنت في الأماكن التي يصعب الوصول إليها باستخدام الراوتر فقط.
3. تغيير قناة الواي فاي
إذا كنت تعيش في منطقة مزدحمة، مثل الأبنية السكنية، فقد تواجه مشكلة في تداخل الإشارات بسبب كثرة أجهزة الواي فاي في الجوار. في هذه الحالة، يُفضل تغيير قناة الواي فاي في إعدادات الراوتر. بعض القنوات قد تكون أقل ازدحامًا من غيرها مما يساعد في تحسين السرعة وتخفيف التداخل.
4. استخدام الشبكات ثنائية النطاق
العديد من أجهزة الراوتر الحديثة تدعم الشبكات ثنائية النطاق (Dual-band)، مما يتيح لك اختيار بين النطاقين 2.4 GHz و 5 GHz. النطاق 5 GHz يكون عادةً أسرع ولكن مع نطاق محدود، بينما النطاق 2.4 GHz يغطي مسافة أكبر ولكنه قد يكون أبطأ. باستخدام الشبكات ثنائية النطاق، يمكنك توزيع الأحمال بين النطاقين لتحسين سرعة الاتصال واستقراره.