في ظل التغيرات المناخية التي مرت بها مصر في الأيام الأخيرة، وزيادة حالات الإصابة بنزلات البرد البرد زاد البحث عن أدوية البرد، وخصوصا ما يعرف بـ “حقنة البرد” وذلك في ظل انتشار الإنفلونزا، حيث يلجأ العديد من المواطنين إليها دون استشارة طبيب لكن ما مدى فعالية هذه الحقنة ومخاطرها، خاصة وأن وزارة الصحة المصرية قد حذرت من أضرارها الكبيرة، وحذرت وزارة الصحة والسكان المصرية في منشورات توعوية من استخدام “حقنة البرد” أو “الخلطة السحرية” التي يلجأ إليها بعض المواطنين في الصيدليات لعلاج نزلات البرد والإنفلونزا، حيث يمكن أن تسبب أضرار صحية خطيرة.
حذر الدكتور مصطفى محمدي مدير عام التطعيمات في مركز المصل واللقاح في مصر من استعمال ما يعرف بـ “حقنة البرد” التي تباع في الصيدليات، وقال محمدي إن تركيبة الحقنة الموجودة غير معترف بها من الناحية الطبية وقد تمثل خطرا على الحياة مشيرا إلى أنه لا يوجد في الطب ما يعرف بـ”حقنة البرد”، بل هناك فقط لقاح للإنفلونزا الموسمية.
“التركيبة الشيطانية”
في مقابلة تلفزيونية مساء الجمعة أوضح محمدي أن “حقنة البرد” هي تركيبة مبنية على التجريب وقد أطلق عليها بعض الأشخاص اسم “التركيبة الشيطانية” لعدم اعتمادها على أي أسس علمية وما يمكن أن تسببه من أضرار بما في ذلك خطر الوفاة.
أوضح أن التركيبة تحتوي على مضاد حيوي لا يلعب أي دور في مكافحة البكتيريا، بالإضافة إلى الكورتيزون الذي يؤدي إلى زيادة مستويات الضغط والسكر ويؤثر سلبا على جهاز المناعة.
من جهته أشار الدكتور عبد اللطيف المر أستاذ الصحة العامة إلى أن حقنة البرد المتوافرة في الصيدليات تشكل خطرا كبيرا، مؤكدا على أهمية إطلاق حملات توعية من قبل الإعلام ونقابتي الأطباء والصيادلة للتحذير منها.
حالات وفاة
وأضاف المر خلال مداخلة هاتفية مع الإعلاميين رامي الحلواني ويارا مجدي في برنامج “هذا الصباح” على قناة “إكسترا نيوز” يوم الجمعة الماضي، أن حقنة البرد تسببت في حالات وفاة معينة، خاصة في المناطق الريفية نظرا لأنها تحتوي على كميات كبيرة جدا من مادة الكورتيزون والمضادات الحيوية، وأشار أستاذ الصحة العامة إلى أن “البرد أو الإنفلونزا هما مرضان سببهما فيروس وبالتالي فإن لقاح البرد ليس مصمما لعلاجه، ولا توجد علاقة بينهما”.
اتفق الأطباء على أن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية بلا حاجة قد يؤدي إلى مقاومة البكتيريا مما يقلل من فعالية العلاج بالمضادات في المستقبل من ناحية أخرى يؤثر الكورتيزون على تثبيط الجهاز المناعي، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالعدوى وهو خطر كبير على مرضى السكري ومرضى ارتفاع ضغط الدم، كما أن استخدام مسكنات الألم بشكل مفرط يمكن أن يسبب مشكلات صحية لمرضى الكبد والقلب.