اوعي تشتريها ولو ببلاش .. الصحة تحذر بشدة من انتشار نوع من التونة فيها سم قاتل يؤدي للوفاة .. هتلاقي فيها العلامة دي

تعتبر التونة من أشهر الأطعمة البحرية التي يحبها الكثيرون حول العالم. تُباع على شكل معلبات في الأسواق، وتعد من الوجبات السريعة التي توفر البروتينات والأحماض الدهنية أوميغا-3 الضرورية لصحة القلب والجهاز العصبي. ولكن في الوقت الذي تُعتبر فيه التونة خياراً غذائياً شائعاً ومحبباً لدى الجميع، ظهرت تحذيرات من وجود مواد سامة في بعض العلب المعلبة من التونة، أبرزها معدن الزئبق. هذا التحذير، الذي انتشر في الآونة الأخيرة، أثار قلقاً واسعاً بين المستهلكين، خاصة بعدما أظهرت الدراسات أن التونة قد تحتوي على مستويات عالية من الزئبق قد تشكل خطراً على الصحة.

الزئبق في التونة: تهديد خفي للصحة

الزئبق، وهو معدن سام، قد يتراكم في أجسام بعض الأسماك البحرية مثل التونة. هذا التراكم يحدث نتيجة تلوث البيئة البحرية، حيث يتم تحويل الزئبق الذي يصل إلى المحيطات إلى مركب سام يُعرف باسم “الميثيل الزئبقي”، والذي يتراكم في جسم الأسماك البحرية. التونة، كونها من الأسماك المفترسة التي تتغذى على الأسماك الأصغر، تكون أكثر عرضة لتراكم هذا السم في أجسامها.

دراسة حديثة أجرتها منظمات بحثية مثل “فوود واتش” و”بلوم” في عدة دول أوروبية، كشفت عن نتائج مقلقة. فقد أظهرت الاختبارات أن جميع عينات التونة المعلبة التي تم فحصها تحتوي على مستويات من الزئبق. في الواقع، 57% من العينات تجاوزت الحد المسموح به من الزئبق وفقاً للمعايير الأوروبية، حيث أظهرت بعض العينات مستويات مرتفعة تصل إلى 13 ضعف الحد المسموح به.

التأثيرات الصحية للزئبق: مخاطر جسيمة

تراكم الزئبق في الجسم يمكن أن يتسبب في مجموعة من المشاكل الصحية الخطيرة، خاصة عند استهلاكه بكميات كبيرة أو على المدى الطويل. من أبرز التأثيرات الصحية الناتجة عن التعرض للزئبق:

  • التأثيرات العصبية: الزئبق له تأثير سام على الجهاز العصبي. التعرض المزمن له يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في الذاكرة، صعوبة في التركيز، ضعف التنسيق الحركي، ومشاكل نفسية مثل القلق والاكتئاب.
  • تأثيرات على الرئة والقلب: من المعروف أن الزئبق يمكن أن يسبب تلفاً في الرئتين، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس، فضلاً عن تأثيره على القلب والأوعية الدموية مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
  • الأضرار على النساء الحوامل والأطفال: الزئبق يشكل خطراً خاصاً على النساء الحوامل والأطفال، حيث يمكن أن يتسبب في تأخر النمو العقلي للأطفال، فضلاً عن الإضرار بتطور الدماغ والجهاز العصبي للجنين.
  • الإصابة بالسرطان: هناك دلائل على أن الزئبق قد يساهم في زيادة احتمالية الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان الرئة.

كيف يصل الزئبق إلى التونة؟

من المعروف أن الزئبق يدخل الغلاف الجوي نتيجة لتلوث البيئة، سواء كان بسبب الأنشطة الصناعية أو الحرق العشوائي للمواد الملوثة. عندما يصل الزئبق إلى المحيطات، تقوم الكائنات البحرية الدقيقة بتحويله إلى شكل أكثر سُمّية وهو “الميثيل الزئبقي”. هذا المركب السام يتراكم في السلسلة الغذائية البحرية، ويصل إلى الأسماك المفترسة مثل التونة التي تتغذى على الأسماك الأصغر. وبمرور الوقت، تتراكم كميات أكبر من الزئبق في أنسجة التونة، خاصة تلك التي تم اصطيادها في مراحل متقدمة من حياتها.

التدابير الوقائية والتحذيرات

في ضوء المخاطر الصحية المرتبطة بالزئبق في التونة المعلبة، قدمت المنظمات الصحية عدة توصيات وتدابير وقائية لضمان سلامة المستهلكين:

  • إعادة تقييم المعايير الصحية: من الضروري أن تقوم السلطات الصحية في مختلف الدول بمراجعة المعايير التي تحدد الحد الأقصى لمستوى الزئبق في علب التونة، حيث أظهرت الدراسات أن العديد من المنتجات تتجاوز الحدود المسموح بها.
  • حظر بيع المنتجات الملوثة: يجب فرض قيود صارمة على بيع التونة التي تحتوي على مستويات عالية من الزئبق في الأسواق، لضمان عدم تعرض المستهلكين للمخاطر الصحية.
  • توعية المستهلكين: من الضروري تكثيف حملات التوعية حول مخاطر الزئبق في التونة، مع التركيز على فئات المستهلكين الأكثر عرضة للخطر مثل النساء الحوامل والأطفال.
  • تشجيع التنوع الغذائي: يمكن للمستهلكين استبدال التونة بأنواع أخرى من الأسماك التي تحتوي على كميات أقل من الزئبق مثل السلمون أو الأسماك البحرية الأخرى.

بدائل التونة المعلبة: البحث عن خيارات آمنة

نظرًا للشعبية الكبيرة التي تتمتع بها التونة في العديد من الثقافات، من الضروري أن يتعاون العلماء والباحثون لتطوير حلول تقلل من تأثيرات الزئبق في هذه الأسماك. يمكن تحسين طرق الصيد من خلال استخدام تقنيات صيد أكثر استدامة، والتي لا تؤثر سلبًا على البيئة البحرية أو تتسبب في تراكم الزئبق في الأسماك. كما يجب العمل على تطوير تقنيات جديدة لتحليل مستويات الزئبق في الأسماك بشكل دقيق، مما يساعد في منع بيع المنتجات البحرية التي تحتوي على كميات ضارة من الزئبق.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسهم تحسين الأنظمة البيئية البحرية وتقليل تلوث المحيطات في تقليص التراكم المستقبلي للزئبق في الكائنات البحرية، مما يؤدي إلى تقليل المخاطر المرتبطة باستهلاك هذه المنتجات.