“كذبوا علينا طيلة 7000 سنة”.. عالم أثار مشهور يعلن اكتشاف نقوش تفصح عن معلومات خطيرة لأول مرة حول المصريين القدماء بمعبد إسنا.. صادمة بمعني الكلمة!!

في اكتشاف مذهل يسلط الضوء على عظمة الحضارة المصرية القديمة، أعلنت بعثة آثار مصرية ألمانية مشتركة عن تفاصيل جديدة تخص المناظر المرسومة على جدران وأعمدة معبد إسنا الأثري جنوبي الأقصر وهذا الكشف، الذي تم الإعلان عنه في إطار مشروع مستمر منذ ست سنوات، يسهم في إضافة المزيد من الفهم والتفاصيل حول عادات وطقوس المصريين القدماء خلال العصر البطلمي، ويعكس براعة الفنون والنقوش التي تزين هذا المعلم التاريخي.

التفاصيل الجديدة في أعمال الترميم

تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار وجامعة توبنغن الألمانية، يواصل المشروع الذي بدأ منذ عام 2018، أعمال تسجيل وتوثيق وترميم المناظر المرسومة على جدران وأعمدة معبد إسنا ومن بين أبرز ما تم الكشف عنه خلال أعمال الترميم الأخيرة هو استعادة الألوان الأصلية للأسطح التي كانت مغطاة بالأتربة والاتساخات، بما في ذلك السقف الفلكي والعديد من الأعمدة الداخلية للمعبد.

وفور الانتهاء من عملية تنظيف النقوش، تم اكتشاف تصميمات ملابس الملك والآلهة، التي ظهرت لأول مرة على الجدار الداخلي الجنوبي والجزء الجنوبي من الجدار الخلفي الغربي للمعبد فهذه النقوش أظهرت تفاصيل دقيقة تتعلق بتيجان الملوك وعروشهم، مما يساهم في إثراء معرفتنا بالرمزية التي تميز تلك الحقبة التاريخية.

الكشف عن مشاهد جديدة

واحدة من أبرز الاكتشافات كانت مناظر كهنة معبد إسنا وهم يحملون المركب المقدس للإله خنوم، إله المدينة في ذلك الوقت. هذه المناظر تصور الكهنة وهم يخرجون بالمركب في موكب ديني، في تقليد سنوي حيث يتيح للناس رؤية مقصورة الإله الذي يظل مخفيًا داخل المعبد طوال العام.

المناظر التي تم الكشف عنها تظهر مشاهد متعددة للقرابين التي كانت تقدم للإلهة في هذا المعبد، مع رسم دقيق لأدوات كراسي العرش التي تحمل دلالات ثقافية وروحية عميقة.

دلالات تاريخية وثقافية

من بين أهم النقوش التي تم الكشف عنها، ظهر مئزر الملك الذي يحمل رموزًا مصرية هامة فالنقوش تظهر نبات البردي في أعلى المئزر الذي يرمز إلى مصر السفلى، بينما يظهر نبات الزنبق في الأسفل، مما يشير إلى مصر العليا وهذه الرموز تعكس القوة والهيبة الملكية وتدل على حكم الملك على شطري البلاد.

التعاون المصري-الألماني

شريف فتحي وزير السياحة والآثار المصري، أكد على أهمية هذه الاكتشافات في إثراء الفهم التاريخي للمعابد المصرية القديمة وأشار إلى أن استكمال أعمال المشروع يساهم في تحسين التجربة السياحية، لاسيما للمسافرين المهتمين بالتعرف على أبعاد حضارة مصر القديمة وأضاف أن الوزارة ستواصل تقديم الدعم الكامل للبعثة لاستكمال أعمالها.

من جانبه، عبر كريستيان لايتز، رئيس البعثة الألمانية، عن سعادته بالتقدم الذي تحقق في إظهار الألوان الأصلية للمعبد، مؤكداً أن هذا الكشف سيزيد من قيمة المعابد المصرية في السياحة الثقافية.

أعمال الترميم المستقبلية

البعثة الأثرية تتطلع إلى استئناف أعمالها في الشهر المقبل، حيث سيتم التركيز على تنظيف الجزء الخارجي من الأعمدة الستة الأماميةللمعبد، والتي تعد من أبرز معالم المعبد. وفي السنوات القادمة، من المتوقع أن تكشف المزيد من النقوش والرسومات التي تسهم في توثيق تاريخ هذا المعلم الأثري الهام.