تعتبر مكة المكرمة واحدة من أقدس المدن في العالم الإسلامي، مما يجعل أي خطوة للتوسع أو التحديث تتطلب دراسات دقيقة، وأحد أبرز الأسئلة التي تثار في هذا السياق هو سبب غياب مطار رئيسي في المدينة، على الرغم من أهميتها الدينية والسياحية العالمية، والسبب الأول يعود إلى الحفاظ على قدسيتها الدينية؛ فمكة مكان مقدس، ويفضل تجنب بناء منشآت قد تؤثر على هويتها الروحية، كما أن التضاريس الجغرافية التي تتميز بها مكة، من حيث موقعها في منطقة جبلية، تشكل تحديًا كبيرًا من الناحية الهندسية، مما يجعل بناء مطار في المدينة أمرًا صعبًا، وأخيرًا، فإن الازدحام السكاني الكبير في مكة يعقد عملية تخصيص مساحة مناسبة لبناء مطار دون التأثير على الحياة اليومية للسكان.
العوامل الدينية والثقافية المؤثرة
هناك عوامل دينية وثقافية تحيط بمكة المكرمة تعزز قرار عدم بناء مطار في المدينة:
- أولاً، يعتبر الفراغ الهوائي فوق مكة منطقة محظورة للطيران، وذلك بهدف حماية قدسية المدينة وضمان عدم إزعاج الحجاج والمعتمرين خلال وجودهم في مكة.
- يضاف إلى ذلك المثلث فوق الكعبة، وهو اعتقاد شائع يربط الطائرات بعدم التحليق فوق الكعبة، على الرغم من أنه لا يوجد دليل علمي يثبت ذلك، وهذا الأمر يعكس الاحترام الكبير للمدينة ويمثل جزءًا من التقاليد الثقافية والدينية التي تحرص المملكة على المحافظة عليها.
المطارات البديلة لخدمة الحجاج
رغم غياب مطار رئيسي في مكة، فإن هناك العديد من المطارات القريبة التي تسهم بشكل كبير في تسهيل الوصول إلى المدينة، ومطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، الذي يبعد نحو 100 كيلومتر عن مكة، يعد البوابة الرئيسية التي يستقبل من خلالها الحجاج والمعتمرين، ويوفر المطار خدمات متنوعة، بدءًا من النقل وحتى الإرشاد، لتيسير رحلة الحجاج، وكذلك، يعتبر مطار الطائف الإقليمي خيارًا آخر يقع على بعد 70 كيلومترًا من مكة، ويعد أكثر سهولة للمسافرين الراغبين في الوصول إلى المدينة بشكل أسرع.