الفطر المعروف علميًا باسم Entomophthora Muscae، أو “قاتل الحشرات”، يمثل إحدى أكثر الظواهر البيولوجية غرابة وإثارة للدهشة وهذا الفطر الطفيلي يعتمد على الحشرات كمضيفين لنموه واستمراريته، متسببًا في تغييرات سلوكية درامية تشبه مشاهد أفلام الرعب، حيث يخضع الحشرة المصابة لسيطرته الكاملة ويحولها إلى أداة لنشر العدوى.
آلية الإصابة والسيطرة
- المرحلة الأولى: يبدأ الفطر بإصابة الذبابة عبر ملامستها للجراثيم التي يفرزها و يتجنب استهداف الأعضاء الحيوية في البداية، ويستهلك الدهون والمغذيات الأخرى تدريجيًا، ما يجعل الحشرة تتضور جوعًا دون قتلها.
- السيطرة السلوكية: عندما يستهلك الفطر المغذيات غير الحيوية، يبدأ بالتحكم في الحشرة فيجعلها تحلق نحو مكان مرتفع، تلتصق به بمادة لزجة تفرزها من فمها، ثم تموت وتنتقل الجراثيم إلى الحشرات السليمة عبر مادة لزجة تسقط أسفل المكان.
- نشر العدوى: يفرز الفطر مواد متطايرة من جثة الحشرة، تجذب الحشرات الأخرى، وخاصة ذكور الذباب، التي تصاب عند اقترابها.
دراسات علمية حديثة
- تحليل المركبات الكيميائية: كشفت دراسة أجراها فريق من جامعة كوبنهاغن أن الفطر يفرز مركبات كيميائية تحفز غرائز الحشرات السليمة للتكاثر أو الغذاء عند اقترابها من الذبابة النافقة.
- التأثير على الخلايا العصبية: وجدت دراسة بجامعة هارفارد أن الفطر يفرز مادة تتحكم في الخلايا العصبية المسؤولة عن الإيقاع اليومي للحشرة، مما يفسر سلوكها الغريب.
- التلاعب الجيني: يستخدم الفطر الجينات المسؤولة عن هضم السكريات والبروتينات داخل جسم الحشرة لتحقيق أقصى استفادة منها.
تطبيقات تعليمية وبحثية
الدكتور هنريك ليشت، الباحث في جامعة كوبنهاغن، يرى أن دراسة هذا الفطر يمكن أن تستخدم لترغيب الطلاب في مجال العلوم، ويدعو لتدريس هذه الظاهرة في المدارس من خلال تجارب مخبرية موجهة.