تقرير -محمود أمين:
تأسست شركة النصر للسيارات عام 1959 كأول مصنع للسيارات في مصر والشرق الأوسط. جاءت الفكرة كجزء من مشروع قومي ضخم لتعزيز الصناعة الوطنية في عهد الرئيس جمال عبد الناصر. كانت الشركة تهدف إلى تلبية احتياجات السوق المحلي من السيارات، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، فضلاً عن فتح آفاق جديدة للتصدير.
بدأ الإنتاج الفعلي للشركة في أوائل الستينيات، وحققت سياراتها نجاحاً ملحوظاً بسبب كفاءتها وأسعارها المناسبة. ومن أبرز الطرازات التي أنتجتها:
رمسيس
فى 1960 خرجت أول سيارة مصرية وهى رمسيس، وكانت أرخص سيارة فى العالم وقيمتها 200 جنيه فقط لا غير، وعرضت فى معرض سيارات دولى.
النصر 128
استوحيت من تصميم سيارة فيات 128 الشهيرة، وكانت تُجمع محلياً بترخيص من الشركة الإيطالية.
تميزت بمتانتها وملاءمتها للطرق المصرية، ما جعلها الخيار الأول لكثير من العائلات المصرية في السبعينيات والثمانينيات.
النصر 1100 و1300
تمثل هذه السيارات تعاونا مبكرا بين النصر وشركات أوروبية لتقديم سيارات صغيرة الحجم بأسعار معقولة.
اشتهرت ببساطة تصميمها وكفاءتها في استهلاك الوقود.
النصر شاهين
أحد أشهر طرازات الشركة، وكان نموذجاً مطوراً من فيات 131.
استمرت في الإنتاج حتى أوائل الألفية الثانية، وكانت مفضلة لسائقي التاكسي بسبب قدرتها على التحمل.
النصر بيك أب
سيارة تجارية خفيفة استخدمت على نطاق واسع في الأرياف والمدن لنقل البضائع.
قصة التوقف
رغم النجاحات التي حققتها الشركة، بدأت التحديات تظهر في التسعينيات، تضمنت هذه التحديات:
المنافسة
بعد تطبيق سياسات الانفتاح الاقتصادي في مصر، بدأت السيارات المستوردة تهيمن على السوق المحلي.
التقنيات القديمة
لم تتمكن الشركة من تطوير منتجاتها لتواكب متطلبات السوق العالمية.
الديون المتراكمة
أثرت الأزمات المالية والإدارية على استمرارية الإنتاج.
خصخصة القطاع العام
أدى التوجه لخصخصة العديد من شركات القطاع العام إلى تأثر النصر للسيارات.
في عام 2009، أُعلن رسمياً عن توقف الشركة عن الإنتاج.
عودة الأمل
شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم، فعاليات الاحتفالية المقامة بشركة النصر لصناعة السيارات التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، بمناسبة إعادة التشغيل وبدء الإنتاج بمصنع الاتوبيسات، بعد توقفها منذ نحو 15 عاما.