“حدث تاريخي هيزعل دول كتير” .. دولة فقيرة تعلن اكتشاف أكبر بئر غاز باحتياطي 100 مليار متر مكعب .. لن تصدق من تكون هذه الدولة؟!!

العالم كله يترقب بقلق شديد اكتشاف أكبر بئر غاز في إحدى الدول التي كانت تُعتبر فقيرة من الناحية الاقتصادية وهذا الاكتشاف الذي يُقدر احتياطي الغاز فيه بحوالي 100 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي وقد يكون له تأثير هائل على موازين الطاقة العالمية وفي وقت يواجه فيه العالم تحديات كبيرة فيما يتعلق بالاستدامة والطاقة وقد يتسبب هذا الاكتشاف في إعادة رسم خرائط القوى الاقتصادية العالمية ويغير بشكل جذري مستقبل صناعة الطاقة وما الذي سيحمله هذا الاكتشاف لهذه الدولة وكيف ستؤثر هذه التحولات على الاقتصاد العالمي؟ كل هذه التساؤلات وغيرها تضعنا أمام مرحلة جديدة من التحديات والفرص.

اكتشاف غاز “لينغشوي 36-1” في بحر الصين الجنوبي

في خطوة غير مسبوقة على الصعيد العالمي وتم مؤخرًا اكتشاف حقل غاز “لينغشوي 36-1” في بحر الصين الجنوبي وهو أول حقل غاز يُكتشف في المياه العميقة والضحلة مع احتياطيات تقدر بأكثر من 100 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي وهذا الاكتشاف يحمل في طياته تطورات كبيرة ستغير موازين القوى في صناعة الطاقة العالمية ويعزز من أمن الطاقة في الصين ، ويُعتبر اكتشاف “لينغشوي 36-1” خطوة رائدة في عالم التنقيب عن الغاز حيث نجحت شركة “سينوك” الصينية في إتمام أعمال الحفر في المنطقة الضحلة لآبار حقل الغاز على عمق مائي يصل إلى 1500 متر وبعد مجهود شاق ومعقد تم اكتشاف طبقات غاز على بُعد 210 أمتار من قاع البحر وهذا النجاح في عمليات الحفر يعكس تقدمًا كبيرًا في التقنيات المستخدمة في استكشاف الغاز في المياه العميقة.

إضافة هائلة من الغاز الطبيعى للموارد الصينية

باكتشاف حقل “لينغشوي 36-1” وأضافت الصين موردًا جديدًا يسهم في تعزيز احتياطياتها من الغاز الطبيعي ويُعتبر هذا الاكتشاف بمثابة تعزيز كبير للاقتصاد الصيني حيث يقلل من اعتمادها على واردات الغاز والصين التي تعد أكبر مستورد للغاز في العالم كانت قد استوردت نحو 120 مليون طن من الغاز في عام 2023 مما يعكس حاجتها المستمرة للوقود الانتقالي ومع تزايد احتياطيات الغاز المحلية سيزيد من قدرة الصين على تأمين احتياجاتها الطاقية وتقليل الاعتماد على الخارج.

آفاق الإنتاج وأثره على السوق العالمي

تشير التقديرات إلى أن حقل “لينغشوي 36-1” يمكن أن يُنتج يوميًا أكثر من 10 ملايين متر مكعب من الغاز مما يجعله من أكبر حقول الغاز الجديدة في العالم وهذه الكميات الضخمة من الغاز ستسهم بشكل كبير في تعزيز أمن الطاقة المحلي للصين وقد تكون لها آثار كبيرة على أسعار الغاز في الأسواق العالمية.

منطقة غاز جديدة في بحر الصين الجنوبي

يُعد اكتشاف “لينغشوي 36-1” خطوة نحو تحقيق خطة أوسع لإنشاء منطقة غاز في بحر الصين الجنوبي وكانت شركة “سينوك” قد بدأت في 2018 استعدادات لتطوير هذه المنطقة الطموحة التي تقدر احتياطياتها المحتملة بأكثر من تريليون متر مكعب ومن المتوقع أن يسهم هذا الاكتشاف في دفع خططها قدمًا حيث نجحت الشركة في الوصول إلى هذا الهدف قبل الموعد المحدد ، وعلى الرغم من المكاسب الكبيرة التي يحققها هذا الاكتشاف للصين إلا أن بحر الصين الجنوبي يشهد توترات إقليمية بين عدة دول الصين وفيتنام والفلبين وماليزيا تتنازع جميعها على حقوق الاستفادة من موارد البحر الغني بالغاز والنفط وهذه التوترات قد تؤثر على استمرارية عمليات الحفر والتنقيب في المنطقة ، كما حدث في عام 2014 عندما اعترضت فيتنام على أنشطة التنقيب الصينية في المنطقة.

مستقبل الغاز الطبيعي في الصين

مع اكتشاف “لينغشوي 36-1”  تبدو الصين أكثر استعدادًا لتحقيق المزيد من الاكتشافات في بحر الصين الجنوبي وتشير التوقعات إلى أن إنتاج الغاز الطبيعي في الصين قد يرتفع بشكل كبير حيث يُتوقع أن يصل إلى حوالي 246 مليار متر مكعب بنهاية العام الحالي وهذا الإنجاز يساهم في تأمين مستقبل الطاقة في الصين ويساعد في تقليل الاعتماد على الفحم والوقود الأحفوري مما يعزز من الانتقال إلى الطاقة النظيفة.