تعد ظاهرة تناول الثعابين لبعضها البعض سلوكًا ملحوظًا لدى العديد من الأنواع المختلفة، وهي ليست مجرد حدث عشوائي، بل تمثل استراتيجية للبقاء، ومن أشهر الثعابين التي تتبع هذا السلوك هي الكوبرا الملكية (Ophiophagus hannah)، التي تعيش في مناطق مثل الهند وجنوب الصين وجنوب شرق آسيا، حيث تعتمد الكوبرا الملكية بشكل رئيسي على الثعابين الأخرى كغذاء، مما يساعدها على تقليل المنافسة على الموارد ويوفر لها إمدادات مستمرة من الفرائس، وبالإضافة إلى حجمها الكبير الذي قد يصل إلى 18 قدمًا، يعد سمها القوي سببًا في جعلها مفترسًا هائلًا.
مقاومة السم وتفوق في البرية
- من جانب آخر، نجد الثعابين الملكية الشرقية (Lampropeltis getula) التي تعيش في أمريكا الشمالية، وهي قادرة على مقاومة سم الثعابين الأخرى مثل الأفاعي الجرسية.
- تمكن هذه القدرة الثعبان الملكي من التمتع بميزة كبيرة في البرية، حيث يمكنه قتل فرائسه عن طريق الالتفاف عليها وخنقها، وهي طريقة فعالة ضد الثعابين التي لا تستطيع الهروب بسهولة.
سلوك أكل الثعابين لبعضها بسبب ظروف بيئية صعبة
تتغذى بعض الثعابين على أفراد من فصيلتها بسبب ظروف بيئية صعبة، مثل نقص الغذاء أو الإجهاد، فعلى سبيل المثال، تم توثيق سلوك تناول ثعابين الصخور الأفريقية لبعضها في البرية خلال فترات ندرة الطعام، كما يمكن أن يحدث هذا السلوك في الأسر عندما يتم الاحتفاظ بالثعابين في بيئات غير مناسبة.
التأثير البيئي والتطوري لسلوك تناول الثعابين لبعضها
- يسهم هذا السلوك في الحفاظ على التوازن البيئي من خلال تنظيم أعداد الثعابين في البيئة.
- من الناحية التطورية، يساعد هذا التكيف في ضمان بقاء الأنواع المفترسة مثل الكوبرا الملكية في بيئتها.
- ومن خلال الدراسات الحديثة، يستمر العلماء في فهم أعمق لهذا السلوك الفريد وكيفية تأثيره على النظم البيئية والتطور.