الصحة العالمية: اتفاق الجائحة يلزم الدول بوقف تفشى الأمراض من الحيوانات للبشر

انتهت الجولة الـ 12 من المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق عالمي بشأن التعامل مع الأوبئة المستقبلية، دون التوصل إلى اتفاق نهائي، حيث لا تزال الدول الغنية والفقيرة تتجادل حول كيفية العمل لمواجهة الوباء القادم، وذلك وفقا لما ذكره موقع Medical Express.

وفيما يلي نظرة عامة على المرحلة التي وصلت إليها المحادثات، وما تم الاتفاق عليه، وما الذي يعطل العملية.

ماذا حدث حتى الآن؟

لقد أودى وباء كورونا بحياة الملايين من البشر، وأدى إلى شلل الأنظمة الصحية وانهيار الاقتصادات، كما كشف عن أوجه قصور صارخة في تعامل العالم مع الأزمة.

وفي ديسمبر 2021، قررت البلدان صياغة اتفاق جديد بشأن الوقاية من الأوبئة والاستعداد والاستجابة لها، وبدأت المفاوضات في فبراير 2022.

في يونيو 2024، خلال الجمعية السنوية للصحة العالمية ــ أعلى هيئة لصنع القرار في منظمة الصحة العالمية ــ أعطت البلدان نفسها مهلة حتى الجمعية التالية في مايو 2025 لإبرام الاتفاق واعتماده ــ وإنجازه بحلول نهاية عام 2024 إذا كان ذلك ممكنا.

من يتفاوض؟

يتعين على الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية البالغ عددها 194 دولة أن تصوغ الاتفاق، وليس منظمة الصحة العالمية نفسها، وتعقد المحادثات في مقر منظمة الصحة العالمية في جنيف.

ما الذي تمت الموافقة عليه؟

إن الدول متفقة على النطاق الواسع لما تريده ــ ولكن التفاصيل فقط هي التي تثير الخلاف، ومن بين 35 مادة من مشروع النص، تمت الموافقة بشكل كامل على 17 مادة من قبل الدول الأعضاء، في حين تمت الموافقة على 12 مادة أخرى بشكل أساسي، ولكن بعض هذه البنود عبارة عن فقرات إجرائية بسيطة، أما الأقسام المتبقية فهي الأصعب: الجوانب الأساسية للاتفاق.

ما الذي لا يزال محل نزاع؟

– المادة 4: الوقاية من الأوبئة ومراقبتها، ومن شأن هذا أن يلزم البلدان بتعزيز القدرات وتطوير الخطط الوطنية في مجالات تشمل وقف انتشار الأمراض من الحيوانات إلى البشر، والكشف عنها والسيطرة عليها على مستوى المجتمع، لكن البلدان الأصغر حجماً ستحتاج إلى المال لتعزيز قدراتها.

– المادة 5: نهج الصحة الواحدة، وفيما يتعلق بالترابط بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة، لم تتم الموافقة بشكل كامل على أي بند من هذا القسم.

– المادة 11: نقل التكنولوجيا والمعرفة اللازمة لإنتاج المنتجات الصحية المتعلقة بالجائحة، إن التنويع الاقتصادي مصمم لتنويع الإنتاج، وتريد البلدان الأكثر ثراءً أن يتم ذلك على أساس طوعي وبشروط متفق عليها بشكل متبادل؛ في حين تريد بلدان أخرى أن يتم ذلك إلزامياً.

– المادة 12: نظام الوصول إلى مسببات الأمراض وتقاسم المنافع، إن نظام PABS هو جوهر الاتفاق، حيث ستتبادل البلدان البيانات حول مسببات الأمراض الناشئة، وفي المقابل، سيتم تقاسم الفوائد المستمدة منها أيضًا، أي اللقاحات والاختبارات والعلاجات.

وتتنازع البلدان حول نسب الإنتاج التي سيتم توفيرها مجانا للتوزيع في الدول الأكثر فقرا، ونسبة إضافية بأسعار التكلفة.

– المادة 13: سلسلة التوريد والخدمات اللوجستية، يؤدي هذا إلى إنشاء شبكة عالمية لسلسلة التوريد والخدمات اللوجستية لتسهيل الوصول العادل وفي الوقت المناسب وبأسعار معقولة إلى المنتجات الصحية المتعلقة بالجائحة.

ماذا يحدث بعد ذلك؟

ومن المقرر أن تستأنف البلدان الجولة الـ 12 من المحادثات في الفترة من 2 إلى 6 ديسمبر، وفي نهايتها ستقيم النتائج وتقرر ما إذا كانت مستعدة لدعوة إلى عقد جلسة خاصة لجمعية الصحة العالمية، وهو الأمر الذي يستغرق ترتيبه 35 يوما.

الميزة هنا هي أن التركيز سيكون بالكامل على الاتفاق، في حين أن أعمال الجمعية العادية في شهر مايو لن تتأثر.

نقلا عن اليوم السابع