أعلنت شركة عجيبة للبترول عن تحقيق إنجاز كبير في مجال الاستكشاف والإنتاج النفطي، حيث تمكنت من اكتشاف مجموعة جديدة من الآبار البترولية بتكلفة استثمارية تصل إلى 417 مليون دولار. هذا الاكتشاف الذي جاء رغم التحديات الاقتصادية والبيئية العالمية، يشير إلى تحول جذري في مستقبل الطاقة في المنطقة العربية، ما يعزز مكانة الدولة المنتجة على الساحة العالمية. ويمثل هذا الحدث التاريخي علامة فارقة في صناعة النفط، ويعكس قدرة الشركات المحلية على مواكبة التطور التكنولوجي واستثمار الموارد الطبيعية بكفاءة عالية.
مشاريع حفر الآبار: تعزيز القدرة الإنتاجية رغم التحديات
إحدى أهم خطوات النجاح التي حققتها شركة عجيبة للبترول هي في مجال حفر الآبار لأغراض الاستكشاف والتنمية. حيث قامت الشركة بحفر 34 بئرا تنمويا و4 آبار استكشافية، مما ساهم في رفع معدلات الإنتاج اليومي ليصل إلى 44 ألف برميل من النفط المكافئ. هذه الآبار الجديدة أسهمت بشكل كبير في استقرار الإنتاج المحلي رغم انخفاض عدد أجهزة الحفر المستخدمة، وهو ما يظهر قدرة الشركة على التكيف مع الظروف الصعبة والتحديات التي يواجهها قطاع النفط العالمي. كما يبرز الاستخدام المتزايد لتقنيات متقدمة مثل عمليات الحفر بدون جهاز (Rigless operations)، التي ساعدت في تحسين الإنتاجية بشكل غير مسبوق، حيث تم الوصول إلى إنتاج يومي بلغ 28.8 ألف برميل، مما يعكس قدرة الشركة على تعزيز كفاءة استغلال الموارد النفطية بشكل مبتكر.
الإنجازات القياسية في إنتاج الغاز وتكنولوجيا الاستكشاف
على صعيد آخر، حققت الشركة رقما قياسيا في إنتاج الغاز الطبيعي، حيث سجلت 84 مليون قدم مكعب يومياً من الغاز في حقل قرميد شرق الأبيض. هذا الرقم يعكس نجاح الشركة في استغلال مصادر الغاز بكفاءة، وهو ما يضع الشركة في موقع متقدم على مستوى المنطقة. إلى جانب ذلك، حققت الشركة تقدماً كبيراً في المسح السيزمي ثلاثي الأبعاد، وهي تقنية حديثة تساعد في تحديد مواقع الاحتياطيات البترولية والغازية بشكل أكثر دقة، مما يقلل من المخاطر المرتبطة بأنشطة الاستكشاف. في يوليو 2023، أكملت الشركة بنجاح عمليات المسح باستخدام هذه التقنية المتطورة، وحققت مليوني ساعة عمل بدون حوادث، ما يعكس التزام الشركة بالمعايير الدولية للسلامة والصحة المهنية في مواقع العمل.
التطور المستمر في البنية التحتية وتعزيز الأمان في مواقع العمل
بالإضافة إلى إنجازاتها في مجال الاستكشاف والإنتاج، عملت شركة عجيبة للبترول على تحسين البنية التحتية في حقول النفط، حيث قامت بتطوير وتحديث الطرق الرئيسية في حقول مليحة على امتداد 11 كم. هذا التحديث لم يقتصر فقط على تحسين سير العمليات الإنتاجية، بل ركز أيضًا على تعزيز سلامة الموظفين في مواقع العمل. تعتبر هذه الإجراءات جزءاً من استراتيجية الشركة طويلة الأمد لضمان بيئة عمل آمنة ومستدامة، مع ضمان تحقيق أقصى استفادة من الموارد الطبيعية. كما أن هذه المشاريع تمثل خطوة مهمة نحو تحقيق الاستدامة في قطاع النفط، من خلال التقليل من المخاطر البيئية والاقتصادية المرتبطة بالصناعة.
مستقبل الطاقة في المنطقة: رؤية وتوجهات جديدة
أوضح الوزير كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية أن السنة المالية الحالية ستشهد زيادة في الاستثمارات المخصصة لقطاع النفط والغاز، مع ارتفاع عدد الحفارات المستخدمة في عمليات الاستكشاف والإنتاج. كما أشار إلى أهمية الاستفادة من التطورات التكنولوجية المستمرة لتحسين كفاءة استغلال الموارد الطبيعية في المنطقة. إن هذه الخطوات تؤكد على أن قطاع الطاقة في المنطقة العربية يشهد نقلة نوعية نحو المزيد من التقدم والابتكار. سيكون لهذا الاكتشاف أثر بالغ على الساحة الاقتصادية والسياسية العالمية، حيث سيرسخ من مكانة المنطقة كأحد أكبر منتجي النفط والغاز في العالم، وهو ما قد يؤثر بشكل كبير على الأسواق العالمية والتوازنات الاقتصادية الدولية، خاصة في ضوء التنافس بين القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا على السيطرة على مصادر الطاقة.