شهدت منطقة بينزينغ في العاصمة النمساوية فيينا حدثًا استثنائيًا خلال أعمال تجديد إحدى الفلل القديمة، حيث اكتُشف كنز دفين يروي قصة من زمن الحرب العالمية الثانية و هذا الحدث يعكس أهمية الصدف، والإرث التاريخي، والقوانين التي تنظم اكتشاف الكنوز في النمسا.
الصدفة التي قادت إلى الكنز
بدأت القصة عندما لاحظ أحد العمال حبلًا غريبًا يبرز من الطابق السفلي لفيلا قيد التجديد مدفوعًا بالفضول، استخدم الرجل مجرفة لحفر الخرسانة المحيطة به، ليُفاجأ بوجود صندوق معدني صدئ مدفون في الأرض فبعد فتح الصندوق بصعوبة، اكتشف العامل كنزًا مذهلًا: حوالي 30 كيلوغرامًا (66 رطلاً) من العملات الذهبية الفاخرة، التي تحمل صور الملحن النمساوي الأسطوري فولفغانغ أماديوس موزارت.
الأصول التاريخية للكنز
يرجح الخبراء أن هذه العملات الذهبية قد دُفنت أثناء الحرب العالمية الثانية، وهي فترة مليئة بالفوضى وعدم الاستقرار و خلال تلك الحقبة، كان العديد من الأثرياء الأوروبيين يدفنون ممتلكاتهم الثمينة لحمايتها من السرقة أو المصادرة، وسط ظروف الحرب القاسية و يبدو أن هذا الكنز كان جزءًا من تلك المحاولات لحماية الثروات من الدمار الذي حلّ بالقارة الأوروبية.
القوانين النمساوية بشأن الكنوز المدفونة
وفقًا للقوانين النمساوية، تُقسم الكنوز المكتشفة بالتساوي بين الشخص الذي يجدها ومالك العقار الذي اكتُشف فيه الكنز وبالنظر إلى التقديرات الأولية لقيمة العملات الذهبية، يُتوقع أن يحصل العامل الذي اكتشف الكنز على مبلغ مذهل يصل إلى 1.3 مليون دولار أمريكي.
هذا القانون يُعتبر حافزًا للتبليغ عن الاكتشافات بدلاً من إخفائها، مما يُسهم في الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي للنمسا.
الأهمية الثقافية والاكتشاف الأثري
لا تقتصر أهمية هذا الاكتشاف على قيمته المالية فقط، بل تتجاوز ذلك لتشمل البعد الثقافي والتاريخي والعملات الذهبية المزينة بصور موزارت تحمل دلالات عميقة حول التاريخ النمساوي وتقدير البلاد لإرثها الموسيقي كما أنها تمثل شهادة حية على الحياة خلال فترة الحرب العالمية الثانية، والطرق التي لجأ إليها الأفراد لحماية ممتلكاتهم الثمينة.