في حدث تاريخي من العيار الثقيل صدمت دولة عربية العالم بإعلانها اكتشاف أكبر حقل غاز طبيعي في العالم ويحتوي على احتياطات ضخمة تقدر بـ 122 تريليون قدم مكعبة وهذا الاكتشاف والذي يفوق في حجمه أكبر الحقول المعروفة عالميًا وقد يغير من موازين القوى في أسواق الطاقة العالمية ويعيد رسم خريطة توزيع احتياطيات الغاز في العالم بينما تعتبر الولايات المتحدة وأوروبا هذا الاكتشاف بمثابة تهديد لمصالحها فإن دول الخليج تواجه منافسة جديدة على عرش إنتاج الغاز مما قد يزعزع الاستقرار في المنطقة ، وفي هذا المقال نغوص في تفاصيل هذا الاكتشاف الضخم وأثره على الاقتصاد والسياسة العالمية.
اكتشاف أكبر حقل غاز في العالم
هذا الاكتشاف ليس مجرد إضافة إلى احتياطيات الغاز العالمية بل هو تحول استراتيجي يعزز من مكانة الدولة المكتشفة على خريطة الطاقة العالمية وحقل الغاز الجديد يحتوي على احتياطيات تقدر بحوالي 122 تريليون قدم مكعبة وهو ما يجعله يتفوق على العديد من الحقول الكبرى في العالم مثل حقل “ظهر” المصرى وحقل “ليفياثان” الإسرائيلي ، وتعتبر هذه الكمية من الغاز كافية لتلبية احتياجات السوق الأوروبي والآسيوي لعقود قادمة مما يضع الدولة في موضع قوة للمساهمة بشكل كبير في استقرار أسواق الطاقة في المستقبل.
الأثر على السوق العالمية في قطاع الغاز
يعتبر قطاع الغاز الطبيعي أحد أكثر أسواق الطاقة تأثيرًا في الاقتصاد العالمي ومع هذا الاكتشاف الضخم، أصبحت الدولة المكتشفة أحد اللاعبين الرئيسيين في هذا القطاع يساهم الغاز الطبيعي في تأمين احتياجات الطاقة النظيفة وهو ما يتزايد عليها الطلب في ظل التحولات العالمية نحو الطاقة المتجددة ، ودول مثل الولايات المتحدة وأوروبا التي كانت تعتمد على مصادر الغاز التقليدية أصبح لديها الآن منافس قوي وهذا الاكتشاف يفتح الباب أمام زيادة الإنتاج وتصدير الغاز إلى أسواق كانت تعتمد بشكل أساسي على مصادر أخرى مما سيؤدي إلى تغييرات كبيرة في استراتيجيات التوريد العالمية.
دول الخليج في دائرة المنافسة مع الدول الكبرى
دول الخليج التي لطالما كانت في صدارة منتجي ومصدري النفط والغاز في العالم تواجه الآن تهديدًا غير مسبوق والاكتشاف الضخم يضع الدولة المكتشفة في منافسة مباشرة مع أكبر منتجي الغاز في المنطقة مثل قطر والسعودية وقد يؤدي ذلك إلى تغييرات في توزيع حصص السوق في أسواق الغاز لا سيما أن الدول الخليجية تعتمد بشكل أساسي على صادراتها من الغاز الطبيعي والنفط كمصادر أساسية لإيراداتها والاكتشاف سيجعل المنطقة تحت مراقبة شديدة من قبل القوى الكبرى التي تسعى لتأمين احتياجاتها من الغاز بعيدًا عن الاعتماد على مصدر واحد ، وهذا الاكتشاف يغير من موازين القوى في المنطقة ويعزز من مكانة الدولة المكتشفة كقوة اقتصادية وجيوسياسية وبفضل هذه الاحتياطيات الضخمة يمكن للدولة أن تبرز كلاعب رئيسي في السياسة العالمية خاصة في ظل المنافسة الشديدة على مصادر الطاقة ، كما أن هذه الثروات الجديدة قد تجلب معها فرصًا للتعاون الاقتصادي مع القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي بما في ذلك توقيع اتفاقيات طويلة الأمد لتوريد الغاز مما يضمن استقرار الأسواق العالمية.
كيف سيغير الاكتشاف خريطة الطاقة العالمية
من المتوقع أن يشهد سوق الغاز الطبيعي تغيرات كبيرة بعد هذا الاكتشاف حيث سيعزز من تنوع مصادر الغاز ويوفر فرصًا للدول المستهلكة للحصول على إمدادات بديلة عن تلك التي كانت تأتي من روسيا أو مناطق أخرى ، والاكتشاف سيعزز من أهمية الطاقة المتجددة في معادلة الاستهلاك العالمي حيث سيتعين على الدول المصنعة للطاقة استثمار المزيد في تطوير تقنيات التصدير مثل الغاز الطبيعي المسال ولتلبية احتياجات الأسواق العالمية.