ليست موزة ككل الموز، لقد تجاوز ثمنها 6 ملايين دولار، إنها نتاج عمل إبداعي لفنان تشكيلي عالمي “مخادع” كما وصفه النقاد، يجمع بين الفكاهة والغرابة العميقة، فلقد شهد مزاد علني أقيم في دار سوثبي، أمس الأربعاء انه قد تم بيع موزة صفراء مغطاة بشريط لاصق، للفنان الإيطالى ماوريتسيو كاتيلان، بـ6.2 مليون دولار، فما حكاية هذا العمل الفني المثير؟.. إليك التفاصيل.
حكاية الموزة التي تحولت إلى أيقونة فنية
في عام 2019 أقيم معرض “آرت بازل في ميامي بيتش”، ظهرت الموزة لأول مرة، بوصفها إصداراً من ثلاث فواكه وأصبحت موضوعاً مثيراً للجدل، وهو ما جذب انتباه العالم، وأحدث ضجةً كبيرة، مما أثار فضول حشود ضخمة من الجماهير، لمحاولة فهم ما يحدث والتقاط صور تذكارية مع هذا العمل الفني الذي اعتبره الكثيرون نوعا من الهزل، إلا أن النكتة تحولت إلى ما يشبه كرة الثلج التي ظلت تكبر بعدما تدحرجت على مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبحت حديث وسائل الإعلام وألهمت نسخاً ساخرة وميمات عديدة ،وما زاد القضية سخونة قيام أحد الزوار وهو طالب يدعى نوه هيون سو بالتهامها، مما أضفى مزيداً من الإثارة على الحدث ، هذا الطالب الذي يدرس الفنون في جامعة سيول، أكد أنه أزال الموزة عن حائط المتحف وأكلها “بسبب الجوع”، مضيفاً أن “إتلاف عمل فنى معاصر قد يكون أيضاً نوعاً من الفن”، مما دفعه إلى لصق القشرة على الحائط، وفور وقوع هذا الحدائق استبدل القائمون على المتحف القشرة بموزة طازجة.
هذه الضجة والكوميديا التي صاحبت العمل الفني المثير حققت له مبيعات تتراوح بين 120 ألفاً و150 ألف دولار للنسخة الواحدة، وقد أهدى جامع فنون إحدى النسخ إلى متحف “غوغنهايم”.
لماذا تعد فاكهة الموز ذات دلالة خطيرة لدى الغرب؟
يرتبط تاريخ الموز بشكل وثيق بالتاريخ الاستعماري والاقتصادي العالمي، وخاصة في أمريكا اللاتينية وأفريقيا، فقد شجعت القوى الاستعمارية على زراعة الموز على نطاق واسع في مستعمراتها، مما أدى إلى تهميش الزراعات التقليدية التي كانت تلبي احتياجات السكان المحليين ، على جانب آخر أدت زراعة الموز على نطاق واسع إلى تلوث المياه، وتدمير الغابات، وتآكل التربة، وتدهور التنوع البيولوجي، كما أدت إلى نزوح المزارعين الصغار وتدمير المجتمعات المحلية، في الجمهوريات الهشة، وأدى إلى ظهور مصطلح جمهوريات الموز.
وعلي الرغم من الجانب المظلم من هذا الأمر فقد أدت الزراعة المكثفة للموز إلى جعل العديد من البلدان تعتمد بشكل كبير على تصدير هذه الفاكهة إلى الأسواق العالمية، وجعل هذا الاعتماد هذه البلدان عرضة لتقلبات الأسعار العالمية، مما أثر سلبًا على اقتصاداتها وسبل عيش سكانها.