من المعروف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أتى ليعلمنا جميعًا ما ينفعنا في الدنيا والآخرة، ويقدم لنا الإرشادات التي تبعدنا عن كل ما يؤدي إلى الهلاك وفي إطار اهتمامه بالحفاظ على طهارة القلوب والأبدان، نهانا عن العديد من الأفعال التي قد تؤدي إلى الفساد، بما في ذلك النظر إلى عورات المسلمين ومن بين الأوامر التي نهانا عنها النبي صلى الله عليه وسلم هو النظر إلى عورة الرجل أو المرأة، وهذا نهي ثابت في السنة النبوية.
النهي عن النظر إلى عورة المسلم
لقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح قوله: “لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة” (رواه مسلم)، وهو حديث يبين تحريمه الشديد للنظر إلى عورة المسلم، سواء كان رجلاً أو امرأة وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث على ضرورة ستر العورات وتجنب التطلع إليها، لما في ذلك من أضرار دينية ودنيوية.
في الحديث الصحيح الذي رواه أبو سعيد الخدري، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة، ولا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد، ولا تفضي المرأة إلى المرأة في ثوب واحد” (رواه مسلم) وهذه العبارة تدل على ضرورة تجنب أي شكل من أشكال التواصل الجسدي الذي قد يؤدي إلى النظر إلى العورة أو لمسه.
لماذا نهى النبي عن النظر إلى العورة؟
الحديث النبوي الشريف يبين لنا بشكل واضح ومحدد أن النظر إلى العورة محرم، وأحد الأسباب الرئيسية لهذا التحريم هو تجنب الوقوع في الفواحش فالشريعة الإسلامية قد سدّت كل الذرائع التي قد تؤدي إلى الحرام، مثل النظر إلى العورة، لأن ذلك قد يقود إلى زيادة الفتن والوقوع في المحرمات مثل الزنا أو غيرها من المعاصي.
أهمية الالتزام بهذا النهي
إن فهم هذه الأوامر النبوية والعمل بها يعد من أهم سبل الحفاظ على طهارة المجتمع وابتعاده عن الفتن ويجب على كل مسلم ومسلمة أن يحرص على تطبيق هذه التعاليم النبوية والابتعاد عن النظر إلى العورات أو أي فعل قد يؤدي إلى الفتنة إن ذلك لا يقتصر فقط على الحفاظ على الفرد، بل يشمل المجتمع بأسره في الحفاظ على الأخلاق الحميدة والحد من انتهاك حدود الحياء.