في عالم الاكتشافات الجيولوجية تبرز بعض الأحداث كعلامات فارقة تُعيد تشكيل الخارطة الاقتصادية للدول ، ومن بين هذه الاكتشافات يُعتبر اكتشاف منجم “مير” في روسيا واحدًا من أعظمها حيث يُعتقد أن كنوزه الثمينة تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات ، وهذا المنجم الذي يُعتبر الأكبر في العالم لا يقتصر أثره على تعزيز الاقتصاد الروسي فحسب بل يمتد ليُبشر بتحول روسيا إلى واحدة من أغنى الدول على وجه الأرض ، ويسلط هذا المقال الضوء على تفاصيل هذا الاكتشاف الرائع وكيف يمكن أن يؤثر على الساحة الاقتصادية العالمية.
أين اكتشف منجم “مير”
في مفاجأة مدوية تم الإعلان عن وجود أحد أكبر مناجم الألماس في العالم المعروف باسم منجم “مير” الذي يقع في مدينة ميرني شرق سيبيريا ، ويتميز هذا المنجم بفوهته العملاقة التي يبلغ عرضها 525 مترًا وعمقها 1200 متر، ويُعتقد أنه يمتلك قوة غريبة تُشاع بأنها تستطيع ابتلاع الطائرات المروحية التي تحلق فوقه.
تفاصيل اكتشاف المنجم
تعود جذور اكتشاف منجم “مير” إلى عام 1955 عندما قاد فريق من العلماء السوفيات ومنهم يوري خاباردين وإيكاترينا إلينا بعثة استكشافية لاكتشاف ثروات باطن الأرض ، وعلى الرغم من الظروف المناخية القاسية في سيبيريا حيث تجمد الأرض لمدة تصل إلى سبعة أشهر في السنة، وتمكن عمال المناجم من تطوير عمليات الاستخراج في هذا الموقع الضخم رغم التحديات الكبيرة التي واجهوها ، وتتولى شركة “ألسا” الرائدة في مجال التنقيب عن الألماس في روسيا مسؤولية إدارة عمليات التنقيب في منجم “مير” حاليًا ، ويُنتج المنجم أكثر من مليون قيراط سنويًا مما يجعله أحد أعمدة إنتاج الألماس على مستوى العالم ، ويُعتبر منجم “مير” رابع أكبر منجم من حيث الإنتاج بعد مناجم “أودايشنايا” في روسيا و”تشوكوكاماتا” في تشيلي و”بينغهام كانيون” في الولايات المتحدة ، ويُقدر إجمالي الثروة التي تم استخراجها من هذا المنجم بمليارات الدولارات حيث تشكلت هذه الثروة منذ أكثر من 300 مليون سنة.
المستقبل الاقتصادي لروسيا
بفضل هذا الاكتشاف العظيم يواصل منجم “مير” جذب الأنظار بكنوزه الضخمة ما يجعل منه أحد أهم المناجم في تاريخ استكشاف الألماس عالميًا ، ومن المتوقع أن يُعزز هذا المنجم من مكانة روسيا كأحد أغنى دول العالم في صناعة الألماس.