شهدت الأيام الماضية تطورات مفاجئة في الفضاء، حيث أدى نشاط شمسي غير مسبوق إلى تدمير ثلاثة أقمار صناعية، وسط تحذيرات من احتمال تأثر الاتصالات والإنترنت وقد كشفت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” تفاصيل هذه الظاهرة وتأثيراتها المحتملة على الأرض.
تدمير الأقمار الصناعية بسبب النشاط الشمسي
أعلنت جامعة كيرتن الأسترالية عن احتراق ثلاثة أقمار صناعية صغيرة تابعة لمشروع “بينار” بعد شهرين فقط من إطلاقها الأقمار، المعروفة بـ”بينار 2 و3 و4″، كانت تهدف إلى اختبار تقنيات جديدة في الفضاء، لكنها تعرضت لتحلل مداري سريع أدى إلى احتراقها بشكل غير متوقع.
ورغم أن تحلل الأقمار الصناعية في المدار الأرضي المنخفض أمر مألوف، فإن ما حدث هذه المرة كان استثنائيًا فقد أشار العلماء إلى أن النشاط الشمسي القوي هو السبب الرئيسي وراء هذا الحادث، حيث زادت الأشعة الشمسية من حرارة الغلاف الخارجي للأقمار، مما أدى إلى اختلال مداراتها وفقدان السيطرة عليها.
تصاعد النشاط الشمسي وتأثيراته
تشهد الشمس دورات نشاط مغناطيسي تتكرر كل 11 عامًا، وتصل ذروتها في منتصف هذه الفترة خلال الأسابيع الماضية، رُصدت زيادة غير متوقعة في النشاط الشمسي، حيث تجاوزت المؤشرات التوقعات بمرة ونصف.
يشمل هذا النشاط ظواهر مثل البقع الشمسية والانفجارات والرياح الشمسية، وهي تيارات من الجسيمات المشحونة التي تتدفق نحو الأرض هذه الظواهر تؤثر بشكل مباشر على الأقمار الصناعية، مسببةً ارتفاع درجات حرارتها وتغيير مداراتها، وقد تصل إلى تعطل كامل.
هل ينقطع الإنترنت؟
تؤدي التوهجات الشمسية والرياح القوية إلى ما يعرف بـ”الطقس الفضائي”، الذي قد يؤثر على أنظمة الاتصالات، خاصة الاتصالات اللاسلكية وأجهزة الملاحة كما أن الجسيمات المشحونة يمكن أن تتسبب في تلف المكونات الكهربائية للأقمار الصناعية المستخدمة في بث الإنترنت، مما يهدد بانقطاع مؤقت في الخدمة.
الشفق القطبي، وهو أحد الظواهر الناتجة عن النشاط الشمسي، ظهر مؤخرًا بشكل مكثف وقريب من خط الاستواء، مما يعكس ارتفاع مستويات النشاط الشمسي.