اكتشاف مجموعة جديدة من الآبار النفطية باستثمارات إجمالية بلغت 417 مليون دولار وهذا الاكتشاف أحدث صدى واسعاً في الأسواق العالمية حيث من المتوقع أن يعيد تشكيل موازين القوى في سوق الطاقة والإنجاز الكبير يأتي وسط تحديات اقتصادية وجيوسياسية معقدة مما يثبت قدرة الدول النامية على تحقيق قفزات نوعية في قطاع البترول باستخدام التكنولوجيا المتقدمة والتعاون الدولي.
اكتشاف مجموعة آبار بترولية جديدة
أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية خلال الجمعية العامة لشركة عجيبة للبترول عن نتائج أعمالها للعام المالي 2023-2024 والتي تضمنت اكتشاف آبار جديدة في مناطق استراتيجية داخل البلاد وبلغت استثمارات الشركة 417 مليون دولار وحققت إنجازات استثنائية رغم تحديات شملت نقصاً في الحفارات المتاحة حيث انخفض عددها من 6 إلى جهاز واحد فقط ، ونجحت الشركة في الحفاظ على معدلات إنتاج مستقرة بمتوسط يومي بلغ 44 ألف برميل من الزيت المكافئ ، كما شهدت زيادة كبيرة في إنتاج الغاز الطبيعي حيث وصل متوسط الإنتاج اليومي إلى 84 مليون قدم مكعب وهو رقم قياسي يُسجل لأول مرة في تاريخ الشركة.
دور التكنولوجيا فى تحسين الإنتاج
لعبت التكنولوجيا الحديثة دوراً محورياً في تحقيق هذه الإنجازات واستخدمت الشركة تقنيات متطورة مثل عمليات تدخل الآبار بدون جهاز (Rigless Operations) مما أدى إلى تحسين الإنتاج وتعويض النقص في الحفارات ، بالإضافة إلى ذلك نفذت الشركة مشروع المسح السيزمي ثلاثي الأبعاد عالي الكثافة والذي يُعد أحد أكثر المشاريع تطوراً من نوعه. ساهم هذا المشروع في تقليل المخاطر وتحسين دقة عمليات الاستكشاف والتنمية مما مكن الشركة من زيادة احتياطياتها النفطية بمقدار 9.2 مليون برميل زيت مكافئ.
شراكة استراتيجية مع إيني
أحد أبرز عناصر النجاح كان التعاون المثمر مع شركة إيني العالمية وأسفر هذا التعاون عن تنفيذ مشروع “جابا” الذي يعتمد على تقنيات متطورة لمراقبة العمليات وضمان سلامة العاملين في المواقع ، كما ساهمت الشراكة في خفض الانبعاثات البيئية من خلال استخدام تقنيات صديقة للبيئة مما يعزز من استدامة العمليات ووزير البترول أكد أهمية هذه الشراكة واعتبرها نموذجاً يحتذى به للتعاون بين الشركات الوطنية والدولية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
تأثير الاكتشاف على السوق العالمية
جاء هذا الاكتشاف في وقت يشهد فيه العالم تحديات كبيرة في سوق الطاقة من حيث العرض والطلب والإعلان عن هذه الآبار النفطية الجديدة بقيمتها الاستثمارية الضخمة يثير قلق القوى الكبرى التي تعتمد على استقرار السوق للحفاظ على مصالحها ، ومن المتوقع أن يؤدي هذا التطور إلى زيادة تأثير الدولة المكتشفة في سوق النفط العالمي ويفتح أمامها فرصاً جديدة لتعزيز مكانتها الاقتصادية والدبلوماسية ، ولم تقتصر الإنجازات على الإنتاج فقط بل تضمنت أيضاً مبادرات بيئية هامة وأعلنت الشركة عن إنشاء محطة جديدة لمعالجة المياه المصاحبة للنفط بقدرة تصل إلى 45 ألف برميل يومياً والهدف من هذه المبادرة هو تقليل الهدر البيئي وإعادة تدوير الموارد لتعزيز كفاءة العمليات ، كما تم تحسين البنية التحتية للحقول النفطية بما في ذلك رفع كفاءة الطرق الرئيسية بطول 11 كيلومتراً لتأمين سلامة العاملين وتقليل المخاطر.
التطلع نحو المستقبل
هذا الاكتشاف الكبير يمثل علامة فارقة في مسيرة الدولة لتعزيز دورها كمنتج رئيسي للطاقة وبفضل الابتكار والتعاون الدولي استطاعت التغلب على التحديات وتحقيق إنجازات غير مسبوقة ، بالإضافة إلى المكاسب الاقتصادية ويشكل هذا الإنجاز خطوة استراتيجية نحو تحقيق أهداف الاستدامة وتطوير قطاع الطاقة بطرق مبتكرة.