تعيش مصر على أعتاب مرحلة جديدة ومبشرة في قطاع الطاقة إذ تترقب اكتشافًا نفطيًا كبيرًا في البحر المتوسط قبل نهاية العام الجاري (2024) ويأتي ذلك بالتعاون مع شركة إكسون موبيل الأميركية التي تعد من الشركات الرائدة عالميًا في مجال استكشاف وإنتاج النفط والغاز وتعكس هذه الخطوة طموحات مصر لتعزيز احتياطياتها من الهيدروكربونات وترسيخ مكانتها كمركز إقليمي للطاقة.
استعدادات شاملة لإطلاق حملة الحفر
تستعد إكسون موبيل لإطلاق أعمال الحفر والتنقيب في منطقة امتياز شمال مراقيا الواقعة في البحر المتوسط ووفقًا للبيانات الرسمية من المقرر أن تبدأ عمليات الحفر خلال أيام باستخدام سفينة حفر عملاقة تم استئجارها خصيصًا لهذا الغرض ، ويُذكر أن البئر الاستكشافية الأولى “نفرتاري-1” ستكون الأولى من نوعها في المياه العميقة بغرب البحر المتوسط حيث يُخطط لحفرها على عمق مياه يصل إلى نحو 1727 مترًا ، وسبق هذه الخطوة إعداد علمي وتقني مكثف إذ نفذت الشركة برنامج مسح سيزمي ثلاثي الأبعاد غطى مساحة تُقدر بـ 3300 كيلومتر مربع ، كما أجرت الشركة تحليلات جيولوجية وجيوفيزيائية دقيقة شملت معالجة وتفسير البيانات السيزمية لضمان دقة العمليات وزيادة فرص النجاح.
استثمارات ضخمة ومستقبل واعد
تبلغ التكلفة الاستثمارية لحفر بئر “نفرتاري-1” نحو 100 مليون دولار وهي خطوة تُبرز التزام إكسون موبيل بتعزيز استثماراتها في السوق المصرية ، وأكد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس كريم بدوي خلال لقائه مع وفد الشركة أن الحكومة المصرية تدعم بقوة الشراكات الدولية التي تسهم في زيادة الإنتاج وتطوير قطاع الطاقة المحلي ، وشدّد الوزير على أهمية استغلال هذه النجاحات لتطوير البنية التحتية لقطاع النفط والغاز في مصر مؤكدًا أن الشراكات مع الشركات العالمية مثل إكسون موبيل تلعب دورًا محوريًا في تحويل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة يخدم الأسواق العالمية.
شراكة دولية بين إكسون موبيل وقطر للطاقة
في إطار التعاون الدولي تُعد منطقة امتياز شمال مراقيا نموذجًا للشراكات الناجحة حيث تشارك شركة قطر للطاقة بحصة تبلغ 40% فيما تحتفظ إكسون موبيل بـ 60% باعتبارها المشغّل الرئيسي للمشروع ، ويمتد الامتياز على مساحة 4847 كيلومترًا مربعًا في منطقة بحرية يصل عمقها إلى 2000 متر مما يجعلها من المناطق الواعدة لاستكشاف الغاز الطبيعي ، ولا تقتصر خطط إكسون موبيل على حفر بئر واحدة إذ تستهدف الشركة حفر ثلاث آبار استكشافية في منطقة شمال مراقيا خلال السنوات القادمة ، كما تُخطط لبدء عمليات مسح سيزمي في مناطق امتياز جديدة مثل منطقتي “مصري” و”القاهرة” بما يعزز فرص الاكتشافات المستقبلية.
جهود حماية البيئة واستدامة العمليات
تُولي إكسون موبيل اهتمامًا كبيرًا لحماية البيئة خلال عملياتها الاستكشافية ، وفي هذا السياق أجرت الشركة مناورة ناجحة لمكافحة التلوث البحري بالتعاون مع شركات النفط المصرية ، وأشاد الخبراء بنتائج هذه المناورة التي أظهرت قدرة مصر على التعامل مع حوادث التلوث النفطي بفعالية وكفاءة عالية مما يعكس التزام الحكومة والشركاء الدوليين بتطبيق أعلى معايير السلامة البيئية.
دعم حكومي واستراتيجيات تنموية
أكد وزير البترول حرص مصر على توفير كل أشكال الدعم لتسريع خطط الحفر والتنقيب مشيرًا إلى أن الحكومة الجديدة تسعى لتعزيز الشراكات الدولية وتطوير البنية التحتية للطاقة ، كما أشار إلى أهمية التنوع في سياسات التشغيل وزيادة الاعتماد على الكفاءات النسائية في مواقع العمل والإنتاج.
تعزيز التعاون مع إكسون موبيل
أكد رئيس شركة إكسون موبيل مصر عمرو أبوعيطة أن مصر تُعد مركزًا محوريًا لاستثمارات الشركة في منطقة شرق المتوسط وأضاف أن الشركة أنفقت نحو 90 مليون دولار على عمليات البحث السيزمي في شمال مراقيا مما يعكس إيمانها الكبير بقدرات مصر كموقع استراتيجي لاستكشاف وإنتاج الطاقة.
أثر الاكتشافات على الاقتصاد المصري
من المتوقع أن تسهم الاكتشافات الجديدة في:
- تعزيز احتياطيات مصر من النفط والغاز مما يدعم تلبية الطلب المحلي ويزيد من فرص التصدير.
- جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى قطاع الطاقة.
- توفير فرص عمل جديدة في مجالات الاستكشاف والإنتاج.
- تعزيز دور مصر كمركز إقليمي للطاقة يخدم الأسواق الأوروبية والآسيوية.