في عالم الاكتشافات الأثرية هناك العديد من الاكتشافات التي تحمل أهمية تاريخية كبيرة، وقد تكون لها تأثيرات مستمرة حتى اليوم من بين هذه الاكتشافات، ويعتبر اكتشاف المدن تحت الأرض واحدا من أكثر الأحداث إثارة في السنوات الأخيرة، والاكتشاف الذي تم الإعلان عنه مؤخرا يعد من الأغرب على الإطلاق حيث أدهش الباحثين وعلماء الآثار في جميع أنحاء العالم، والمدينة المكتشفة تحتوي على بقايا حضارة قديمة، ولا يزال سكانها يثيرون دهشة العلماء حتى يومنا هذا إذ يعتقد أنهم لا يزالون على قيد الحياة في ظل ظروف استثنائية، والجدير بالذكر أنه تم اكتشاف المدينة أثناء أعمال التنقيب عن الآثار خلال حفر لبناء برج سكني في مدينة تركية مما دفع السلطات المحلية إلى إيقاف العمل فورا واستدعاء فريق من الخبراء لتحليل هذا الموقع الغامض الذي ظل غير مرئي لآلاف السنين.
اكتشاف المدينة
كانت بداية اكتشاف المدينة عندما تم العثور على سراديب وممرات تمتد لأكثر من 7 كيلومترات تحت الأرض ما أثار اهتمامًا عالميًا، عند الكشف عن هذه المدينة وجدت فرق الحفر آثارًا تشير إلى أن سكان المدينة كانوا يعيشون في هذه الأنفاق بطريقة منظمة ومستدامة، أكثر من 5000 شخص كانوا يعيشون في هذه المدينة مما يثير تساؤلات عدة حول نمط حياتهم وكيفية تكيفهم مع العيش في بيئة تحت الأرض.
تصميم مدهش وحياة تحت الأرض
وفقًا للباحثين المدينة قد تكون قد صممت كمخبأ أو ملاذ آمن للسكان القدماء خلال فترات الحروب أو الهجمات، فوجود المخازن التي تحتوي على مواد غذائية تشير إلى أن المدينة كانت تستوعب أعدادًا كبيرة من الناس في فترة الأزمات، إضافة إلى ذلك تم العثور على أساليب معمارية متطورة من العصور القديمة ما يدل على أن سكان المدينة كانوا يمتلكون معرفة واسعة في مجالات البناء والأنظمة المائية.
لماذا بقيت هذه المدن تحت الأرض
إحدى أكثر الأسئلة التي يطرحها العلماء بعد هذه الاكتشافات هي: لماذا اختار السكان القدماء العيش تحت الأرض وما الذي دفعهم لترك هذه المدن بعد آلاف السنين، تشير بعض الدراسات إلى أن الحياة تحت الأرض قد تكون جزءًا من استراتيجيات دفاعية في أوقات الحرب بينما يرى آخرون أن الظروف المناخية الصعبة أو الهجمات الأجنبية قد أجبرت الناس على البحث عن مأوى آمن بعيدا عن الأعين.
إضافة إلى ذلك قد تكون الحياة تحت الأرض حلًا مثاليًا في بعض المناطق ذات الطقس الحار أو البارد بشكل قاسي حيث توفر الأنفاق بيئة أكثر استقرارًا من حيث درجات الحرارة، كما أن وجود هذه المدن المدفونة بشكل عميق قد يساهم في الحفاظ على الطعام والماء لفترات أطول مما يجعل هذه الأماكن أكثر ملاءمة للعيش في فترات المجاعة أو الحصار.