في خطوة قد تغير موازين القوى الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط أعلنت شركة إنيرجي البريطانية عن اكتشاف بئر نفطي ضخم في منطقة أبو قير بمصر، هذا الاكتشاف يأتي بمثابة مفاجأة كبيرة ليس فقط على مستوى مصر ولكن على مستوى المنطقة بأسرها حيث تشير التوقعات إلى أن هذا الحقل سوف يكون له تأثير هائل على الأسواق العالمية للطاقة، وفي هذا المقال نناقش تداعيات هذا الاكتشاف الضخم على الاقتصاد المصري وأهمية هذا الاكتشاف لمستقبل مصر كقوة اقتصادية في مجال الطاقة.
الأرقام تكشف عن اكتشاف ضخم
يتحدث الخبراء عن احتياطات ضخمة تتجاوز 270 مليون برميل من النفط في بئر أبو قير وهو رقم يفوق التوقعات الأولية بشكل كبير، هذا الاكتشاف يعتبر بمثابة “معجزة ربانية” كما وصفها الكثيرون ويضع مصر في مكانة جديدة داخل خريطة الطاقة العالمية، يتوقع أن يسهم هذا الاكتشاف في تعزيز قدرة مصر على تأمين احتياجاتها الطاقية من النفط والغاز وزيادة قدرتها على التصدير إلى الأسواق العالمية وخاصة الأسواق الأوروبية التي تتسابق في البحث عن مصادر بديلة للطاقة بعيدا عن المصادر التقليدية مثل النفط والغاز الروسيين.
أهمية حقل أبو قير وموقعه الاستراتيجي
حقل أبو قير ليس اكتشافا جديدا بل هو من أقدم الحقول المنتجة للغاز في البحر الأبيض المتوسط حيث يحتوي على احتياطات تقدر بحوالي 88 مليون برميل مكافئ من الغاز، لكن مع اكتشاف النفط الضخم يتوقع أن يصبح هذا الحقل من أهم الحقول النفطية في مصر ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، ينتج الحقل حاليا ما يقارب 41.1 ألف برميل يوميا من الغاز الطبيعي لكن مع إضافة الاحتياطات النفطية الجديدة سوف يتضاعف الإنتاج بشكل كبير مما يعزز قدرة مصر على توفير الطاقة للسوق المحلية ويزيد من إمكانياتها التصديرية.
أما بالنسبة لمنطقتي شمال العامرية و شمال إدكو فهما تمثلان محاور رئيسية أخرى في اكتشافات مصر للطاقة، تحتوي هذه المناطق على 26 مليون برميل من الاحتياطي المحتمل من النفط وهو ما يعزز من إمكانية توسع مشاريع التنقيب والإنتاج في هذه المناطق ويجعل مصر مركزا إقليميا للطاقة في المستقبل القريب.
التأثير الاقتصادي المتوقع على مصر
من المتوقع أن يكون لاكتشاف النفط في منطقة أبو قير تأثيرات اقتصادية بعيدة المدى على مصر، فزيادة إنتاج النفط والغاز سوف يمكن مصر من تحقيق استقلال طاقي أكبر ويقلل من الاعتماد على واردات الطاقة من الخارج، هذا الاكتشاف لا يسهم فقط في تعزيز الأمن الطاقي بل سوف يكون له دور كبير في تحسين مستوى المعيشة للمصريين من خلال زيادة الفرص في سوق العمل، كما سوف يفتح هذا الاكتشاف أبوابا واسعة لاستثمارات جديدة في قطاع الطاقة ما يساهم في تحفيز النمو الاقتصادي في البلاد.