في إطار جهود الحكومة المصرية لتطوير النظام النقدي المحلي وتعزيز الاستقرار المالي أطلق البنك المركزي المصري مؤخراً العملة البلاستيكية الجديدة من فئة العشرة جنيهات، هذه الخطوة تأتي ضمن مساعي تحديث العملة المصرية وتوفير وسيلة أكثر أمانا ومرونة للتعاملات اليومية، لكن رغم الفوائد المتوقعة من هذه المبادرة إلا أنها أثارت الكثير من الجدل في الأوساط العامة.
إصدار العملة البلاستيكية
في خطوة غير مسبوقة قررت مصر إصدار أول عملة بلاستيكية من فئة العشرة جنيهات، يتم تصنيع هذه العملة من مادة البوليمر الحديثة التي تعد من المواد القوية المقاومة للماء والتمزق، وبفضل هذه الخصائص فإن عمر العملة البلاستيكية يمتد إلى ثلاثة أضعاف عمر العملات الورقية التقليدية، هذه الميزة تمنح العملة متانة أكبر وتقلل من تكلفة استبدال العملات التالفة.
بالإضافة إلى ذلك يعتبر البوليمر مادة أكثر أمانا في التعامل مقارنة بالورق حيث يصعب تزوير العملة البلاستيكية كما أن التعامل بها أكثر مرونة من العملات الورقية، فالعوامل البيئية مثل الرطوبة والماء لا تؤثر بشكل كبير على هذه العملة مما يجعلها أكثر قدرة على التحمل في الاستخدام اليومي في مختلف الظروف.
الفوائد المتوقعة للعملة البلاستيكية
- متانة طويلة الأمد: من أبرز مميزات العملة البلاستيكية أنها أكثر مقاومة للعوامل الخارجية مثل الماء والغبار مما يزيد من عمرها الافتراضي ويقلل من الحاجة لاستبدالها بشكل دوري.
- تقليل التزوير: نظرا لأن مادة البوليمر أكثر صعوبة في التزوير مقارنة بالورق فإن هذه العملة قد تسهم في الحد من عمليات التزوير التي تشهدها العملات الورقية التقليدية.
- الاستدامة البيئية: العملات البلاستيكية أكثر قابلية لإعادة التدوير مقارنة بالعملات الورقية مما يسهم في تقليل تأثيرها البيئي.
- تحسين كفاءة التداول: يمكن أن تسهم العملة البلاستيكية في تسريع عمليات التداول المالي حيث يمكن أن تكون أسهل في التعامل في النقاط التجارية وأجهزة الصراف الآلي.
العقوبات القانونية
ورغم كل هذه الفوائد إلا أن القرار بفرض العملة البلاستيكية الجديدة لم يمر بدون اعتراضات، فقد قررت الحكومة المصرية فرض غرامات مالية على الأفراد أو المحال التجارية الذين يرفضون التعامل بهذه العملة، وفقا للمادة 377 من قانون العقوبات المصري سوف يكون هناك غرامة تصل إلى 100 جنيه مصري على من يمتنع عن قبول أو التعامل بالعملة البلاستيكية الجديدة أو حتى الأوراق النقدية من فئة الجنيه والخمسين قرشا طالما أنها ليست مزورة أو مغشوشة.
هذا القرار يهدف إلى ضمان استقرار النظام النقدي وعدم تعطل التداول المالي في المجتمع، ورغم أن البعض يراه خطوة ضرورية لضمان استقرار الاقتصاد المحلي إلا أن هناك من يراه بمثابة حمل إضافي خاصة في الحالات التي قد ترفض فيها بعض المتاجر أو وسائل النقل قبول العملة الجديدة.
أسباب الاعتراض
رغم المبادرة الكبيرة من الحكومة المصرية في تقديم العملة البلاستيكية الجديدة إلا أن هناك العديد من المواطنين الذين يعارضون استخدامها، الأسباب تتراوح بين مبررات عملية وأخرى نفسية أو اجتماعية:
- عدم التعود على المادة الجديدة: بعض المواطنين لا يزالون يفضلون العملات الورقية التقليدية معتقدين أن البلاستيك لا يناسب كوسيلة للتعاملات اليومية سواء من حيث الشكل أو الإحساس عند حملها واستخدامها.
- صعوبة تقبل التغيير: من الطبيعي أن يواجه الناس صعوبة في التكيف مع أي تغيير خاصة عندما يتعلق الأمر بشيء أساسي مثل العملة التي يتم استخدامها يوميا، البعض يرى في هذه الخطوة فرضا لتغيير مفاجئ.
- مخاوف من تقبلها في المتاجر والمواصلات: قد تواجه العملة البلاستيكية صعوبة في الانتشار في بعض الأماكن حيث قد ترفض بعض المحلات التجارية أو وسائل النقل العامة قبول العملة الجديدة بسبب عدم توفر أجهزة مجهزة للتعامل معها ما قد يعيق سهولة استخدامها في البداية.
- مخاوف من التأثير البيئي: رغم أن البلاستيك يمكن أن يكون أكثر قابلية لإعادة التدوير من الورق إلا أن هناك من يظن أن استخدام المواد البلاستيكية بشكل مكثف قد يكون له تأثيرات سلبية على البيئة في المستقبل خصوصا إذا لم يتم التعامل مع إعادة تدوير هذه المواد بشكل فعال.