تشتهر السعودية بتنوعها الجيولوجي والطبيعي الذي يروي قصصًا من آلاف السنين، ومع التوسع في السياحة الداخلية، أصبحت الكهوف الطبيعية إحدى الوجهات المفضلة لعشاق المغامرات والاستكشاف، ومن بين هذه الكهوف، يبرز كهف “هيت” كواحد من المعالم التي تأسر الزوار بجمالها الطبيعي وتاريخها العريق.
أسرار كهف هيت وتكوينه الجيولوجي
كهف “هيت”، الذي يقع على بعد 30 كيلومترًا من الرياض باتجاه الخرج، يعتقد أنه تشكل بفعل جرم سماوي ضرب الأرض منذ آلاف السنين، ويمتد الكهف إلى عمق 390 مترًا داخل جبل من الحجر الجيري، ويعتبر موردًا طبيعيًا قديمًا للمياه، ومدخل الكهف يأخذ شكل عين ضخمة، مما يضفي عليه مشهدًا خلابًا يجذب الزوار، والسير داخل الكهف يؤدي إلى عين ماء تتدفق على مدار العام، حيث تكشف هذه العين عن خزان طبيعي من المياه الجوفية النقية، ولكن الوصول إليها يتطلب حذرًا بسبب تضاريس الكهف الوعرة.
كهف هيت بين التاريخ والمغامرة
يعد كهف هيت جزءًا من تاريخ المملكة، حيث كان موردًا استراتيجيًا للمياه خلال معارك قوات الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود قبل أكثر من 90 عامًا، وحاليًا، أصبح الكهف وجهة مميزة لمحبي المغامرات والتصوير، خاصة مع مياهه الصافية التي تشجع البعض على السباحة فيها، رغم أن ذلك يقتصر على المحترفين بسبب التضاريس الصعبة، وعلى الرغم من الإقبال السياحي، يعاني الكهف من الإهمال، مما يجعل التوعية البيئية ضرورية للحفاظ على هذا الكنز الطبيعي.