قد لا يصدق البعض، وخاصة من دول العالم الثالث المكتظة بالسكان، أن هناك بلدان في مختلف القارات، تمنح العديد من المميزات والمكآفات، لجذب سكان جدد إلى أراضيها، ويرجع السبب في ذلك إلى قلة عدد السكان فيها مقارنةً بمساحتها، وهو ما يدفعها لجذب المهاجرين إليها بغرض إعمار الأرض وشغل الوظائف التي يصعب على أهل البلد الواحد شغلها، وتقدم في سبيل ذلك بعض المزايا كنوع من التشجيع، مثل إعطاء الجنسية بعد الإقامة لفترة محددة بالبلاد، بالإضافة إلى المزايا التي يتمتع بها المواطنين في هذه البلاد، وتواجه بعض المناطق في دول معينة وخاصة في المناطق الريفية البعيدة عن المناطق الحضرية الكبرى، وقد أقدمت بعض الدول على ابتكار استراتيجيات جديدة لجذب سكان جدد، وإعادة التوازن الديمغرافي لديها، وهذا ما سنوضح تفاصيله في السطور
التالية، وموضوعات أخرى ذات صلة.
مكافأت ضخمة لجذب سكان جدد
تضطر بعض الدول إلى استقدام سكان جدد، بتقديم حوافز سخية تشمل الدعم المالي، وتسهيلات لشراء العقارات، وإعفاءات ضريبية، بهدف إحياء المجتمعات المتضررة من الانكماش السكاني وإعادة تنشيط اقتصاداتها المحلية، وذلك ضمن سعي هذه الدول لوضع حلول لمشكلة التراجع السكاني، باستقطاب أفراد وعائلات من الذين يرغبون في الانتقال والعيش في أماكن جديدة، مقابل الحصول على فرصًا مميزة لحياة أفضل، والتي من أبرزها إتاحة منازل بأسعار معقولة أو بيئة هادئة بعيدًا عن صخب المدن.
6 دول تجذب سكان من الخارج
هناك دول تطلب مهاجرين، بسبب التناقص الكبير في عدد سكان مناطق بها، وذلك مقابل عدد من الحوافز من أهمها توفير السكن المناسب، وإعفاءات ضريبية كبيرة، وجاءت هذه الدول على النحو الآتي:
دولة أيطاليا
تسعى بعض المناطق في دولة إيطاليا الأوروبية لجذب سكان جدد، لتعويض قلة عدد سكان بها، وذلك مقابل منحًا مالية، ومن هذه المناطق مدينة كانديلا الإيطالية، حيث تقدم ما يصل إلى 2000 يورو لجذب السكان، وتأتي هذه المبادرة ضمن خطة أوسع في إيطاليا لإعادة إحياء المدن الصغيرة والقرى المهجورة، وجذب عائلات شابة وتجديد الطابع العمراني والثقافي لتلك المدن.
دولة اليابان
على الرغم من أن المدن الكبرى في اليابان مكتظة بالسكان، إلا أن بعض المناطق الريفية تعاني نقصًا حادًا في عدد السكان، وتقدم الحكومة اليابانية في سبيل مجموعة من الحوافز لتشجيع المواطنين على الانتقال إلى تلك المناطق، منها منح مالية وفرص عمل، وذلك بهدف تخفيف الضغط على المدن الكبرى مثل طوكيو وأوساكا.
دولة البرتغال
تقدم الحكومة البرتغالية برامج تتيح للأجانب الإقامة مقابل الاستثمار في العقارات أو المشاريع الاقتصادية، بهدف تعزيز الاقتصاد الوطني، وتنشيط المناطق أقل ازدحامًا، خاصة أن البرتغال أصبحت وجهة جدذابة للأدانب.
جزر اليونان
تقد مبعض الجزر في اليونان منحًا مالية، وسكنًا مجانيًا للعائلات الشابة التي تقرر الانتقال إليها، وذلك بهدف إعادة إحياء هذه المناطق التي تعاني من نقص عدد السكان، على عكس ما كان في الماضي حيث كانت تعج بالسكان، ومن مميزات تلك الجزر أنها تتميز بنمط حياة هادئًا وجذابًا.
قرى أسبانية
تقدم بعض القرى النائية حوافز مالية تصل إلى 3000 يورو، لجذب سكان جدد إليها، فضلًا عن توفير سكن بأسعار منخفضة وفرص عمل، ومنها بلدة بونجا في منطقة كانتابريا، التي تمنح كل شخص ينتقل إليها 2600 يورو، بالإضافة إلى مبلغ آخر لكل طفل يولد في القرية، وذلك بهدف جذب العائلات الشابة وإعادة تنشيط الاقتصاد المحلي، عبر تعزيز الوجود البشري في تلك المنطقة الجبلية الخلابة.
سويسرا الجميلة تطلب سكان
تشتهر سويسرا بجمال طبيعتها، إلا أنها تواجه مشكلات خاصة بانخفاض عدد السكان في بعض القرى، من أبرزها قرية ألبينين، وتعرض في سبيل ذلك مبلغ 50 ألف فرانك سويسري، كحافز مالي لكل عائلة تقرر الاستقرار فيها لمدة لا تقل عن 10 سنوات، ولكن بشرط الاستثمار في العقارات، أو الالتزام بالإقامة الدائمة، ما يساعد في تعزيز الاستقرار السكاني والاقتصادي للقرية.