“أرجع بلدك أكرملك يابن الناس!”.. قرار جديد من الكويت بترحيل المصريين من أرضها خلال تلت أيام.. أعرف السبب !!

في تطور مفاجئ وغير متوقع، أصدرت السلطات الكويتية قرارًا أثار جدلًا واسعًا بإنهاء خدمات عدد كبير من الوافدين المصريين العاملين في بلدية الكويت، هذا القرار، الذي جاء دون سابق إنذار، أحدث صدمة في أوساط المغتربين المصريين، لما له من تأثير مباشر على استقرار آلاف الأسر التي بنت حياتها في الكويت على مدى سنوات طويلة، كما أثار تساؤلات حول التداعيات الاجتماعية والاقتصادية المحتملة على البلدين، وعلاقاتهما المستقبلية، في هذا المقال، سوف نعرض تفاصيل القرار وأبعاده المتعددة، ونناقش ردود الفعل المختلفة من الجانبين المصري والكويتي.

تفاصيل القرار وأهدافه

أعلنت وزيرة الأشغال العامة ووزيرة الدولة للشؤون البلدية، الدكتورة نورة المشعان، يوم الاثنين عن قرار يقضي بإنهاء خدمات جميع الوافدين الحاملين للشهادات الجامعية في الجهاز التنفيذي للبلدية، القرار شمل موظفي مجالات الهندسة، المحاسبة، القانون، والتخصصات الإدارية، ويأتي كجزء من سياسة “تكويت” الوظائف، التي تهدف إلى إحلال الكوادر الوطنية الكويتية محل الوافدين.

وجّهت الوزيرة المشعان تعليماتها إلى مدير عام البلدية، سعود الدبوس، بإنهاء خدمات هؤلاء الوافدين خلال ثلاثة أيام فقط، وتقديم تقرير نهائي بشأن التنفيذ، كما أن القرار يعكس رغبة الحكومة الكويتية في تعزيز فرص العمل للمواطنين، خاصة في ظل التحديات التي تواجه الشباب الكويتي في سوق العمل المحلي.

أهداف استراتيجية “تكويت” الوظائف

تسعى الحكومة الكويتية من خلال هذا القرار إلى:

  • تعزيز توظيف الكوادر الوطنية وتطوير قدراتهم.
  • تحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع الكويتي.
  • تقليل الاعتماد على العمالة الأجنبية.

تأتي هذه الخطوة كجزء من استراتيجية شاملة لزيادة نسبة التوظيف المحلي، ما يعكس التزام الكويت بتعزيز السيادة الاقتصادية والاجتماعية عبر توفير فرص عمل للمواطنين.

الفئات المستثناة من القرار

على الرغم من شمولية القرار، أعلنت وزيرة الدولة للشؤون البلدية، رنا الفارس، عن استثناء بعض الفئات من هذه الإجراءات، وتشمل:

  • الوافدين الذين تعتبر خدماتهم ضرورية في الوقت الحالي.
  • العاملين من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي.
  • أبناء المواطنات الكويتيات.

يأتي هذا الاستثناء تقديرًا لدور هذه الفئات وخبراتها، التي يصعب تعويضها في الوقت الراهن.

التوجه العام نحو تقليل الاعتماد على العمالة الأجنبية

قرار إنهاء خدمات الوافدين المصريين يأتي في سياق سياسة أوسع تتبعها الكويت لتطبيق “التكويت” في قطاعات متعددة، تشمل التعليم، الصحة، والخدمات العامة، الهدف هو تمكين الكوادر الكويتية وإعطاؤها الأولوية في سوق العمل، مما يعزز من قدرة الكويت على تحقيق اكتفاء ذاتي أكبر في هذه القطاعات.

تأثير القرار على العمالة المصرية في الكويت

كان للقرار تأثير مباشر على العمالة المصرية في الكويت، حيث أثار مخاوف بشأن مستقبل آلاف المصريين الذين يعتمدون على وظائفهم في البلد لضمان استقرار أسرهم.

  • على المستوى الاقتصادي: يتوقع أن يؤثر القرار على تحويلات المصريين المالية إلى بلادهم، التي تُعد مصدر دخل أساسي للعديد من الأسر المصرية.
  • على المستوى الاجتماعي: يواجه العاملون تحديات كبيرة، بما في ذلك احتمالية العودة إلى مصر أو البحث عن فرص عمل جديدة في أماكن أخرى، مما قد يسبب لهم خسائر مادية ونفسية كبيرة.

ردود الفعل وتداعيات القرار

أثار القرار ردود فعل متباينة بين المصريين والكويتيين، في حين يعبر الكثير من المصريين عن قلقهم واستيائهم من الخطوة المفاجئة، يرى البعض في الكويت أن القرار ضروري لتوفير فرص عمل للشباب الكويتي.

يبقى السؤال حول تأثير هذه الخطوة على العلاقات بين البلدين، خاصة وأن مصر والكويت تربطهما علاقات تاريخية وسياسية وثيقة، هل سوف تتأثر هذه العلاقات بالمستقبل، أم سوف ينظر إلى القرار على أنه شأن داخلي لا يمس الروابط بين الشعبين؟

إن خطوة إنهاء خدمات الوافدين المصريين في الكويت تعد مؤشرا على تغييرات أعمق في السياسة الاقتصادية والاجتماعية الكويتية، وعلى الرغم من التحديات التي يواجهها المتأثرون، يبقى تحقيق التوازن بين احتياجات الكوادر الوطنية ومتطلبات التعاون الإقليمي أمرًا حيويًا لضمان استقرار العلاقات بين الدول.