يعتبر فيلم أفواه وأرانب من أبرز أعمال الفنانة الراحلة فاتن حمامة، حيث قدمت دورًا إنسانيًا يجسد معاناة الطبقة الفقيرة في المجتمع المصري، ومع مرور 44 عامًا على عرض الفيلم، اكتشف الجمهور خطأ لم يكن ملحوظًا في وقتها، المشهد الذي تم تسليط الضوء عليه يظهر فاتن حمامة وهي تؤدي دور “نعمة” التي تعمل في ظروف صعبة لتوفير حياة أفضل لأختها الصغيرة، أثناء تصوير أحد المشاهد في الحقل، ظهر عامل خلفها وهو يتحدث ويؤدي تصرفات لا تتماشى مع السياق الطبيعي للمشهد، مما كشف عن خطأ إخراجي لم ينتبه له فريق العمل ولا الجمهور حينها.
كيف يمكن لمثل هذه الأخطاء أن تمر دون ملاحظة
في زمن إنتاج فيلم أفواه وأرانب عام 1977، كانت الإمكانيات التقنية أقل تطورًا مما هي عليه الآن، ولم تكن مراجعة المشاهد تتم بنفس الدقة المتبعة حاليًا، بالإضافة إلى ذلك، ركز المشاهدون حينها على القصة العميقة وأداء النجوم البارز، مما جعلهم يغفلون عن التفاصيل البسيطة، هذه الأخطاء تحدث في العديد من الأفلام العالمية أيضًا، لكنها تصبح لاحقًا مصدرًا للتسلية والدهشة.
لماذا يبقى الفيلم خالدًا رغم الأخطاء
رغم هذا الخطأ البسيط، يظل فيلم أفواه وأرانب واحدًا من علامات السينما المصرية، ذلك بفضل السيناريو المحكم، والإخراج المتميز لهنري بركات، وأداء فاتن حمامة الرائع، أصبح الفيلم نموذجًا للسينما التي تمزج بين الترفيه والقضايا الاجتماعية، مثل هذه الأخطاء لا تقلل من قيمة العمل، بل قد تضيف إليه عنصرًا من الحنين والتفاعل، حيث يشعر الجمهور بأنه يعيد اكتشاف الفيلم من منظور جديد بعد كل هذه السنوات.
ختامًا، يبقى فيلم أفواه وأرانب شاهدًا على قدرة السينما المصرية على تقديم أعمال فنية تتحدى الزمن، مع بقاء مثل هذه التفاصيل جزءًا من تاريخها الفني الغني.