ترأس شريف فتحي، وزير السياحة والآثار المصري، اجتماع مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار بمقر الوزارة في العاصمة الإدارية الجديدة، حيث تم مناقشة عدة قضايا هامة تخص القطاع الأثري، بما في ذلك الموافقة على إرسال 8 قطع أثرية من مقتنيات متحف الفن الإسلامي في مصر لعرضها في معرض بعنوان “وما بينهما” في صالة الحجاج بمدينة جدة، المملكة العربية السعودية، لمدة أربعة أشهر.
استعادة قطع أثرية مسروقة
وتطرق الاجتماع إلى استعراض أحدث مستجدات استعادة القطع الأثرية المسروقة، حيث تم إطلاع أعضاء المجلس على القطع التي تم استرجاعها من ألمانيا في نوفمبر الماضي، والتي تشمل 67 قطعة من فترات تاريخية مصرية مختلفة أبرز هذه القطع كانت قدم وساق لمومياء محنطة، وقناعين وجداريتين تم انتزاعهما من مقبرة الوزير “باك آن رن إف” بسقارة كما تم استعادة تمثال ملكي برونزي، بالإضافة إلى مجموعة من تماثيل “الأوشابتي” التي كانت تحفظ في المقابر، إلى جانب تماثيل برونزية للمعبود “أوزير” إله الموتى.
وفي ذات السياق، تم ضبط 46 قطعة أثرية من موانئ مصرية تعود إلى فترات زمنية متنوعة، فضلاً عن 729 قطعة أخرى تم ضبطها من مختلف المواقع الأثرية المصرية.
نجاح معرض “قمة الهرم” في الصين
كما تم مناقشة نجاح معرض “قمة الهرم حضارة مصر القديمة” المقام حالياً في مدينة شنغهاي الصينية، حيث جذب المعرض نحو مليون زائر منذ افتتاحه في يوليو الماضي، ومن المتوقع أن يصل عدد الزوار إلى 4 ملايين بنهاية فترة العرض في أغسطس المقبل.
مشروعات ترميم وإعادة تأهيل
تطرق الاجتماع أيضاً إلى أعمال الترميم الجارية في عدد من المواقع الأثرية بالمناطق المختلفة في مصر، مثل المقابر والمباني الأثرية في الأقصر والمنيا، بالإضافة إلى الانتهاء من ترميم عدد من المواقع الإسلامية في القاهرة التاريخية مثل سبيل حسن أغا كوكليان، وسبيل مصطفى سنان، وغيرها من المعالم.
كما تم اعتماد بروتوكولات تعاون مع عدد من الوزارات، بما في ذلك وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لإطلاق “بوابة تراث مصر الرقمي”، والتي ستتيح للمستخدمين تصفح معلومات شاملة عن المواقع الأثرية في مصر. وتم أيضاً الاتفاق مع وزارة الطيران المدني على نقل متحفي مطار القاهرة الجوي رقم 2 و3 إلى موقع آخر داخل المطار لجعلها أكثر وصولاً للمسافرين.
اتفاقيات ثقافية دولية
في سياق آخر، تم توقيع مذكرة تفاهم مع جمعية الإنماء الاجتماعي الثقافي في لبنان لاستعادة قطع أثرية مصرية من متحف نابو، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مجالات التبادل الثقافي وحماية الآثار.
كما تم توقيع وثيقة مرجعية مع الجامعة الوطنية الكورية للتراث لإنشاء مركز توثيق رقمي للتراث في القاهرة، بالإضافة إلى مشروع ترميم معبد الرامسيوم في الأقصر، وتزويد متحف الأقصر بأحدث التقنيات التكنولوجية.
اكتشافات جديدة في سوهاج والإسماعيلية
واستعرض الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الإنجازات الأخيرة في مجال الاكتشافات الأثرية، من بينها الكشف عن صرح كامل لمعبد بطلمي في سوهاج، إضافة إلى أجزاء من مجمع سكني يعود إلى عصر الانتقال الثالث في الإسماعيلية.
تستمر الجهود المصرية في مجال الحفاظ على التراث الأثري وتطويره، مع التعاون المستمر مع الدول والمؤسسات الدولية لتعزيز مكانة مصر كوجهة سياحية وثقافية عالمية.