في كل امتحان، تكون هناك لحظات يشعر فيها الطالب بالإحباط، خصوصًا إذا كان قد بذل جهدًا كبيرًا في التحضير ولم يتمكن من الإجابة على الأسئلة كما كان يتوقع. تلك اللحظات التي يصبح فيها القلق والتوتر غير قادرين على منع الطلاب من التفكير في نتيجة الامتحان قبل أن يكتبوا آخر كلمة. وفي واحدة من الحالات التي أثارت الكثير من الاهتمام على مواقع التواصل الاجتماعي، كتب أحد الطلاب في امتحانه رسالة صادقة قد تكون بمثابة تعبير عن خيبة الأمل التي شعر بها بعد اجتيازه للجنة الامتحانية.
محتوى الرسالة التي صدمت الجميع
“أنا عارف أني اللى كتبته ده مينجحش، لكن أقسم بالله ذاكرت وعملت اللى عليا، دخلت اللجنة ومعرفتش أحل أي حاجة”، كانت هذه الكلمات التي خطها الطالب في آخر ورقة امتحانه. بوضوح وصراحة، وصف الطالب مشاعره بعد أن شعر بالعجز أمام ورقة الامتحان، رغم أنه بذل جهدًا كبيرًا في المذاكرة والتحضير.
الرسالة والمشاعر الإنسانية
الرسالة التي كتبها الطالب هي رسالة صادقة تعكس مشاعر القلق التي يتعرض لها العديد من الطلاب، وخاصة في ظل ضغوط الامتحانات. فحتى مع المذاكرة المستمرة، قد يجد الطالب نفسه في موقف لا يستطيع فيه تطبيق ما تعلمه في الورقة الامتحانية. وقد تكون هذه التجربة محبطة للغاية، لكن الكتابة في الامتحان تظهر لنا أيضًا كيفية مواجهة الفشل والإحباط بشجاعة واعتراف بالواقع.
رد فعل المصحح
كانت المفاجأة الكبرى هي رد فعل المصحح على هذه الرسالة. بدلاً من أن يعامل الورقة بتجاهل، كان المصحح قد قرر إعطاء الطالب فرصة ثانية للنجاح. في خطوة لاقت إعجابًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، قرر المصحح أن يُظهر الرحمة والتفهم، فكتب في ملاحظاته على الورقة: “أنت بذلت جهدًا، وهذه الشجاعة تستحق التقدير، سأضع لك درجة جزئية رغم صعوبة الحلول”. هذا التصرف غير المتوقع أثار إعجاب الكثيرين، حيث كان مثالًا على التفهم البشري الذي يمكن أن يحدث في المواقف الصعبة.
الدروس المستفادة
الدرس الذي يمكن استخلاصه من هذه القصة هو أن المجهود لا يذهب سدى. فحتى لو شعر الطالب بعدم التوفيق في حل الامتحان، يبقى الجهد المبذول في المذاكرة جزءًا مهمًا من العملية التعليمية. ربما لن يظهر ذلك دائمًا في الدرجات، لكنه بالتأكيد يساهم في تشكيل شخصية الطالب وتعليمه الكثير من دروس الحياة.
من خلال تصرف المصحح، نتذكر أهمية الرحمة والتفهم في التعامل مع الطلاب، حيث أن الضغوط النفسية التي قد يتعرض لها البعض يمكن أن تؤثر على أدائهم. ولا يقتصر الأمر فقط على المذاكرة، بل على الظروف الحياتية الأخرى التي قد يمر بها الطالب في تلك الفترة. من هنا تأتي أهمية وجود معلمين ومصححين يتعاملون مع الطلاب بعين الرحمة والمساعدة، حتى لو كانوا لا يتوقعون نتائج مثالية.
قد تكون الامتحانات فترات صعبة ومرهقة، ولكن الدروس التي نتعلمها منها لا تقتصر على المعرفة الأكاديمية فقط، بل على كيفية التعامل مع الفشل والنجاح على حد سواء. قصة هذا الطالب تذكرنا بأن الأهم هو الاستمرار في المحاولة وعدم الاستسلام، فحتى في لحظات الإحباط، قد تأتي مفاجآت جميلة تغير مجرى الأمور، مثل تصرف المصحح الذي لاقى إعجاب الكثيرين وأدى إلى شفاء جزء من جراح الطالب.