تعد عشبة ذيل الحصان (Horsetail) واحدة من النباتات التي لاقت اهتمامًا متزايدًا في الأبحاث الطبية نظرًا لفوائدها المحتملة في علاج العديد من الحالات الصحية. تم إجراء العديد من الدراسات العلمية حول فوائد هذه العشبة على مدار السنوات، حيث أظهرت بعض الأبحاث نتائج واعدة تدعم استخدامها في مجالات متنوعة، مثل علاج مرض السكري، الوقاية من السرطان، والتخفيف من القلق، والمساعدة في تحسين صحة الكبد.
عشبة ذيل الحصان وتأثيرها على مستويات السكر في الدم
أظهرت دراسةٌ أجريت على الفئران ونُشرت في Pakistan Journal of Biological Sciences عام 2007 أنَّ تناول مستخلص عشبة ذيل الحصان يومياً لمدة 5 أسابيع ساعد في تقليل مستويات السكر في الدم لدى الفئران المصابة بالسكري. هذه النتيجة تشير إلى أن عشبة ذيل الحصان قد تساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم، مما قد يكون مفيدًا لمرضى السكري. ومع ذلك، فإن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لتحديد الآلية الدقيقة التي تعمل بها هذه العشبة في هذا السياق. كما يجب على مرضى السكري مراقبة علامات انخفاض السكر في الدم عند استخدام عشبة ذيل الحصان، حيث يمكن أن تؤثر على مستويات السكر في الدم.
مكافحة السرطان
أشارت دراسة نُشرت في Pakistan Journal of Pharmaceutical Sciences عام 2017 إلى أن أحد مستخلصات عشبة ذيل الحصان يمتلك تأثيرًا فعالًا في قتل الخلايا السرطانية في الرئة وتحفيز موت الخلايا المبرمج (Apoptosis)، وهو نوع من الموت الخلوي الذي يعد آلية أساسية في الوقاية من السرطان. قد تساعد هذه الخصائص في التقليل من خطر الإصابة بالسرطان. ومع ذلك، فإن الدراسة أظهرت الحاجة إلى تحديد المركب النشط المسؤول عن هذه الفعالية من أجل تسخير هذه الفائدة في التطبيقات الطبية المستقبلية.
تأثير عشبة ذيل الحصان على القلق
في دراسة أجريت ونُشرت في Indian Journal of Experimental Biology عام 2011، تم العثور على أن مستخلص الإيثانول من عشبة ذيل الحصان يحتوي على الفلافونويدات، وهي مركبات كيميائية قد تساعد في التخفيف من القلق. هذه النتيجة تشير إلى أن عشبة ذيل الحصان قد تكون لها خصائص مهدئة تساعد في التخفيف من مشاعر القلق، مما يعزز استخدامها في الطب البديل لعلاج التوتر والاضطرابات النفسية.
تحسين صحة الكبد
في دراسة نُشرت في Ethnopharmacology عام 2004، أشير إلى أن مستخلص عشبة ذيل الحصان يمكن أن يساعد في تقليل التهاب الكبد وتحسين حالة الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكبد. وقد تكون هذه الفائدة ناتجة عن خصائص عشبة ذيل الحصان المضادة للالتهابات والتي تساهم في تحسين الصحة العامة للكبد.
5. مركبات ذيل الحصان وتأثيرها على الصفائح الدموية
أظهرت دراسة أخرى نُشرت في Ethnopharmacology عام 2004 أن مركبات مستخلص عشبة ذيل الحصان تحتوي على مواد مضادة للأكسدة يمكن أن تساعد في تقليل تراكم الصفائح الدموية، وهو ما قد يسهم في الوقاية من الأمراض القلبية الوعائية، مثل السكتة الدماغية والنوبات القلبية. تعتبر هذه النتائج واعدة في مجال الوقاية من أمراض القلب، وخاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الدورة الدموية.
6. تحسين الاستجابة المناعية
أظهرت دراسة نُشرت في Analytical Bio-Science عام 2011 أن البروتينات الموجودة في عشبة ذيل الحصان تعمل على تحسين الاستجابة المناعية، وخاصة من خلال تأثيرها على خلايا T-helper (خلايا تي المساعدة). هذا يشير إلى أن العشبة قد تساهم في تعزيز قدرة الجسم على مكافحة الأمراض والعدوى.
تأثير عشبة ذيل الحصان على الأوعية الدموية والعضلات
دراسة نُشرت في Yakugaku Zasshi عام 2003 أظهرت أن مركبات عشبة ذيل الحصان تساعد على تقليل تدفق الكالسيوم الناتج عن النورإبينيفرين في محيط الخلايا، مما يؤدي إلى ارتخاء العضلات وتوسيع الأوعية الدموية. هذه الخاصية قد تساعد في تحسين الدورة الدموية والتخفيف من بعض الحالات الصحية المرتبطة بتقلصات العضلات.
مضادات الالتهابات
في دراسة أُجريت على الفئران ونُشرت في Pharmacological Research عام 2004، تم التأكد من أن مستخلص عشبة ذيل الحصان يحتوي على مركب يمتلك نشاطًا مضادًا للالتهابات. هذه الخصائص قد تجعلها مفيدة في علاج الأمراض الالتهابية مثل التهاب المفاصل وأمراض الأنسجة الرخوة.
زيت عشبة ذيل الحصان والنشاط المضاد للبكتيريا
أظهرت دراسة نُشرت في Phytotherapy Research عام 2006 أن زيت عشبة ذيل الحصان يمتلك نشاطًا مضادًا للبكتيريا ضد العديد من أنواع البكتيريا، مما يجعله مفيدًا في الوقاية من العدوى البكتيرية وعلاجها.
عشبة ذيل الحصان تعتبر واحدة من الأعشاب التي تقدم فوائد صحية واعدة في مجالات متعددة، بما في ذلك مكافحة السرطان، التقليل من مستويات السكر في الدم، تحسين صحة الكبد، والتخفيف من القلق. على الرغم من هذه الفوائد، هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات السريرية لتحديد المركبات النشطة المسؤول عن هذه التأثيرات وتأكيد فعاليتها بشكل أكبر.