الألماس هو واحد من أغلى وأكثر المواد قيمة على وجه الأرض، ويُعتبر من أهم المعادن في صناعة المجوهرات والفنون الرفيعة. بينما يعرف الكثيرون الألماس بصفته حجرًا كريمًا نادرًا، لا يعرف الكثيرون عن منجم ضخم في أستراليا يحتوي على كنز من الماس يقدر بحجم غير مسبوق. هذا المنجم يقع في شمال شرق أستراليا، بالقرب من بحيرة أرجيل، وله دور تاريخي هائل في اكتشاف أكبر مخزون من الماس الوردي في العالم.
منجم “أرجيل”: أكبر منجم ألماس في العالم
يُعد منجم أرجيل في أستراليا أكبر منجم ألماس تم اكتشافه على كوكب الأرض، حيث يحتوي على أكثر من 100 طن من الماس. اكتسب هذا المنجم شهرة واسعة بسبب احتوائه على أكبر مخزون من الماس الوردي، وهو النوع الأكثر شهرة وندرة في عالم الألماس. يمتد تاريخ المنجم إلى ما يزيد عن 37 عامًا من التعدين المتواصل، حيث تم استخراج ملايين القيراطات من الماس بأنواع متعددة، بما في ذلك الألماس الأصفر، الأزرق، والأبيض، بجانب الماس الوردي النادر.
ما الذي يجعل الماس الوردي مميزًا؟
الماس الوردي الذي يتم استخراج معظمه من منجم “أرجيل” يتميز بلونه الفريد الذي يُعد ناتجًا عن العمليات الجيولوجية التي تحدث تحت سطح الأرض. يتغير لون الماس عادة بفضل تفاعل الشبكة البلورية للماسات تحت تأثير درجات الحرارة والضغط العاليين، ما يؤدي إلى ظهور اللون الوردي الخاص به. هذه العمليات الجيولوجية التي تطرأ على الماس تُعتبر نادرة للغاية، مما يجعل الماس الوردي أحد أغلى وأندر الأنواع في العالم.
الأنواع الأخرى من الماس داخل المنجم
على الرغم من أن الماس الوردي هو الأكثر شهرة في منجم أرجيل، إلا أن المنجم يحتوي أيضًا على أنواع أخرى نادرة من الألماس مثل الماس الأزرق، الأبيض، البنفسجي، والأحمر. جميع هذه الأنواع تضيف إلى التنوع الكبير في الماس المستخرج من المنجم، مما يعزز من قيمته على مستوى العالم.
إغلاق المنجم بعد 37 عامًا من التشغيل
بعد عمليات استخراج استمرت لمدة 37 عامًا، تم إغلاق منجم “أرجيل” في عام 2020 بسبب ارتفاع تكاليف التشغيل التي أصبح من الصعب تحملها. ومع ذلك، فقد أنتج المنجم ما يقرب من 865 مليون قيراط من الماس بمختلف الأنواع خلال فترة عمله. هذا الإنجاز الكبير يضمن بقاء منجم أرجيل واحدًا من أكبر مصادر الألماس على مستوى العالم.
كيفية تكوّن الألماس
تتكون الماسات في أعماق الأرض نتيجة ظروف جغرافية وبيئية استثنائية. في الأساس، يتكون الألماس من عنصرين أساسيين: الكربون والجرافيت، وهو المكون الذي يُستخدم لصنع أقلام الرصاص. تتعرض هذه المكونات إلى درجات حرارة وضغط هائلين داخل باطن الأرض، خصوصًا عندما تتصادم الصفائح التكتونية. هذه الظروف تؤدي إلى تغيير في التركيب البلوري للماسات، مما يجعلها تكتسب اللون الوردي المميز، بالإضافة إلى كونها من المعادن الصلبة في الطبيعة.
منجم أرجيل الأسترالي يظل واحدًا من أعظم الاكتشافات في تاريخ تعدين الألماس، وقد أسهم بشكل كبير في إمداد الأسواق العالمية بما يُقدر بمئات الملايين من القيراطات من الألماس النادر. وعلى الرغم من إغلاقه في عام 2020، يظل تأثير هذا المنجم قائماً في عالم الألماس، خصوصًا مع احتوائه على أكبر مخزون من الماس الوردي في العالم.