تعد الصحراء الغربية في مصر واحدة من أبرز المناطق التي تزخر بالكنوز الطبيعية والتنوع البيئي المذهل، مما يجعلها وجهة سياحية استثنائية تجذب الأنظار، حيث تقع هذه المنطقة في مركز الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد، وتشتهر بمعالمها البيئية الفريدة وتنوعها الجيولوجي الذي يبرز عظمة الطبيعة في رسم لوحات خلابة، ومن أبرز معالمها محميتا الصحراء السوداء والصحراء البيضاء، اللتان تجسدان تباينا جيولوجيا ساحرا يجعل كل منهما تحفة طبيعية قائمة بذاتها.
الصحراء السوداء: روعة التكوينات البركانية
تمتد الصحراء السوداء بين الواحات البحرية والفرافرة، وتعد إحدى المعالم الأكثر تميزا في الصحراء الغربية، كما سميت بهذا الاسم بسبب الطبقة السوداء التي تغطي هضابها وتلالها، والتي نتجت عن عوامل التجوية وتآكل الصخور البركانية على مر العصور.
تتميز المنطقة بتنوع جيولوجي فريد، حيث تنتشر صخور العصر الطباشيري بشكل واضح، بينما تقل فيها صخور العصر الجوراسي، كما تضم الصحراء السوداء تكوينات جبلية متنوعة مثل صخور البازلت والدلوريت والحجر الرملي الحديدي، مما يمنح المنطقة ألوانًا طبيعية مدهشة.
من أبرز معالمها جبل “المرصوص”، الذي يتميز بفوهة صخرية مغطاة بطبقات بازلتية سوداء، وجبل “البانوراما”، الذي يعد نقطة جذب لالتقاط صور بانورامية مذهلة، بالإضافة إلى جبل “الإنجليز”، الذي يرتبط بتاريخ المنطقة ويقع بين قرية منديشة ومدينة الباويطي.
الصحراء البيضاء: الحديقة الجيولوجية الأولى في مصر
تختلف الصحراء البيضاء بشكل جذري عن نظيرتها السوداء، فهي تتميز بتكوينات صخرية طباشيرية بيضاء تضفي على المكان جمالًا نادرا، وتقع المحمية شمال واحة الفرافرة، وتبعد نحو 45 كم عنها، وحوالي 500 كم عن القاهرة.
تحتوي المنطقة على تشكيلات صخرية فريدة تشبه المنحوتات الطبيعية، ما جعلها تحصل على تصنيف محمية من قبل منظمة اليونسكو كأول حديقة جيولوجية في مصر، تعد هذه التكوينات نتيجة لعوامل التعرية التي شكلت الصخور على مر العصور، مما أضفى على المنطقة سحرا خاصا وجعلها مقصدا للباحثين والمصورين.
الصحراء الغربية في مصر ليست مجرد امتداد رملي شاسع، بل هي منطقة مليئة بالجمال الطبيعي والتاريخ الجيولوجي الذي يستحق الاستكشاف، سواء كنت تبحث عن التكوينات البركانية الداكنة في الصحراء السوداء أو التماثيل الطباشيرية المبهرة في الصحراء البيضاء، فإن هذه المنطقة تقدم تجربة لا تنسى لمحبي الطبيعة والمغامرة.