يُعد تمر “المجدول” أحد أفخم وأجود أنواع التمور في مصر والعالم، حيث تتميز هذه الثمرة بمذاقها الفريد وفوائدها الصحية العديدة، مما يجعلها من الأنواع الأعلى سعرًا في الأسواق وتُعتبر مصر أكبر منتج للتمور في العالم بإنتاج سنوي يبلغ 1.8 مليون طن، وتضم ما يقارب 80 نوعًا مختلفًا من التمور ما يعزز مكانتها كداعم رئيسي لهذه الصناعة على مستوى العالم.
زراعة تمر المجدول في مصر
على الرغم من أن مصر تمتلك نحو 15 مليون نخلة، فإن زراعة تمر المجدول تقتصر على بعض المناطق التي توفر الظروف المناخية المثلى مثل المنيا والفرافرة والواحات البحرية تشتهر هذه المناطق بدرجات الحرارة المرتفعة طوال العام، ما يساعد في نمو تمور المجدول بشكل مثالي حيث تُعد هذه الظروف المناخية عاملاً مهمًا في نضوج الثمار وتحقيق الحلاوة المطلوبة.
وقال تقرير صادر عن المعمل المركزي لبحوث النخيل إن زراعة المجدول تتركز في المناطق الصحراوية مثل الفرافرة والواحات، حيث تسهم درجات الحرارة المرتفعة في الحصول على تمور عالية الجودة ويصل سعر الطن من تمر المجدول إلى نحو 220 ألف جنيه وحتى 270 ألف جنيه، مما دفع العديد من المستثمرين إلى التوسع في زراعته بسبب العوائد الاقتصادية المرتفعة.
إنتاجية الفدان من تمر المجدول
أشار التقرير إلى أن إنتاجية الفدان الواحد من تمر المجدول تتراوح بين 4 إلى 5 أطنان، ما يجعل التوسع في زراعته خطوة استراتيجية لتحقيق عوائد اقتصادية كبيرة يعتبر تمر المجدول من الأصناف المهمة للتصدير، ما يفتح آفاقًا جديدة لزيادة الصادرات المصرية من التمور.
ورغم هذه الفوائد الاقتصادية يواجه مزارعو تمر المجدول تحديات عدة، أبرزها ارتفاع تكلفة العمالة، حيث تتطلب زراعة هذا النوع من التمور عناية خاصة لضمان الحصول على محصول ذي جودة عالية.
زيادة الصادرات وتعزيز القيمة الاقتصادية للتمور
أكد الدكتور عز الدين جاد الله، مدير المعمل المركزي لبحوث النخيل، أن مصر تسعى لزيادة صادرات التمور بما يتناسب مع حجم إنتاجها الكبير، مشيرًا إلى أن الدولة تعمل على إنشاء مصانع حديثة لمعالجة التمور، مما يسهم في رفع القيمة الاقتصادية للمحصول كما أشار إلى الاهتمام الحكومي بالتوسع في زراعة النخيل خاصة الأصناف ذات القيمة الاقتصادية مثل البرحي والمجدول والخلاص والسكري والعنبر وعجوة المدينة.
وأضاف جاد الله أن مصر قامت بزراعة حوالي 1.6 إلى 1.8 مليون نخلة في منطقة توشكى مع التركيز على الأصناف التصديرية المهمة وفي هذا السياق، أكد الدكتور حسام شوقي، رئيس مركز بحوث الصحراء، أن مصر تمتلك أكبر مزرعة نخيل في العالم بمنطقة توشكى بمساحة 38 ألف فدان، حيث تنتج أكثر من 44 صنفًا من التمور وقد تم إدراج هذه المزرعة رسميًا في موسوعة “جينيس” للأرقام القياسية في مايو 2023.
وتسعى وزارة الزراعة إلى تطوير سلسلة الإنتاج بشكل كامل من خلال مراكزها البحثية بالإضافة إلى تقديم الدعم الفني والتدريب للمزارعين، مما يساهم في تعزيز إنتاجية وصادرات مصر من التمور.