تعد الآثار المصرية واحدة من أهم كنوز العالم، حيث تحمل في طياتها تاريخًا يمتد لآلاف السنين، يعكس حضارة عريقة أثرت البشرية بأسرها، ومصر، باعتبارها موطنًا لأهرامات الجيزة ومعابد الكرنك وتمثال أبو الهول، تستند بشكل كبير على هذا التراث العظيم لتعزيز هويتها الوطنية وجذب ملايين السياح سنويًا، ولذا، فإن الاكتشافات الأثرية الجديدة لا تعد مجرد كشف عن الماضي، بل هي أيضًا استثمار في مستقبل الاقتصاد المصري.
اكتشاف أثري جديد في أهرامات الجيزة
في إنجاز أثري جديد، قاد عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس، بمشاركة وزير الثقافة والآثار الإيطالي جبنارو سانجيوليانو، فريقًا للكشف عن أسرار مذهلة أسفل أهرامات الجيزة، تحديدًا بالقرب من تمثال أبو الهول، وكان من أبرز هذه الاكتشافات بردية وادي الجرف، التي وصفت بأنها واحدة من أعظم الاكتشافات في القرن الـ21.
تشير البردية إلى تفاصيل دقيقة عن عملية بناء هرم خوفو، أكبر أهرامات الجيزة، وكشفت عن وجود ممر جمالوني شمال الهرم بطول 9 أمتار وعرض 2.10 متر، وهذا الممر قد يحمل دلائل إضافية عن آليات بناء الأهرامات، التي ظلت لغزًا يثير اهتمام العلماء على مدى قرون.
مقابر العمال وأدلة الحياة اليومية
من بين الاكتشافات المذهلة الأخرى، تم العثور على مقابر العمال الذين شاركوا في بناء الأهرامات، إلى جانب منطقة إدارية استخدمت لإعداد الطعام لهم ومنازلهم التي عاشوا فيها، وتشير هذه الاكتشافات إلى تنظيم عالي المستوى للعمالة في بناء الأهرامات، مما يؤكد عظمة الحضارة المصرية القديمة.
مدينة مفقودة تحت أبو الهول؟
في تصريح مثير، أكد زاهي حواس أن هناك احتمالية لوجود مدينة مفقودة تحت تمثال أبو الهول، وهي فرضية قيد الدراسة حاليًا، وهذا الاكتشاف، إن ثبتت صحته، قد يحدث تغييرًا جذريًا في فهمنا لتاريخ هذه المنطقة.