تعد اللغة العربية بحرًا واسعًا من المفردات والقواعد التي تحتاج إلى دقة وفهم عميق، وفي موقف طريف داخل إحدى الجامعات، سأل دكتور جامعي طلابه عن جمع كلمة “بقدونس”، وهو سؤال بدا بسيطًا في ظاهره ولكنه أثار حيرة كبيرة بين الحضور، مما دفع البعض للتساؤل عن مدى صعوبة اللغة العربية حتى في أبسط تفاصيلها.
المفاجأة في الإجابة
أوضح الدكتور الجامعي بعد انتظار طويل لإجابات الطلاب أن جمع كلمة “بقدونس” هو “بقادين”، وهذا الجمع يأتي على صيغة الجمع القياسي “فعالين” لبعض الكلمات في اللغة العربية، وهي صيغة قد تبدو غريبة على الأذن العادية، خاصة عند التعامل مع مفردات النباتات والأعشاب التي لا تستخدم كثيرًا بصيغ الجمع، الطرافة في الموقف أن الكلمة بدت مألوفة جدًا في الاستخدام الفردي، لكن التفكير في جمعها لم يخطر على بال أحد، مما يعكس التحدي المستمر في الإلمام بجميع قواعد اللغة.
تعقيد اللغة وسحرها
هذا الموقف ليس الأول من نوعه، فاللغة العربية تمتاز بتعقيدها وجمالها في آن واحد، والعديد من الكلمات التي نستخدمها يوميًا قد تكون لها صيغ جمع غير مألوفة، مما يجعل تعلم العربية مغامرة شيقة ومليئة بالمفاجآت، ومن هنا، تأتي أهمية فهم القواعد النحوية والصرفية بعمق، لأنها تمنح الناطق بها قدرة على التلاعب بالكلمات وفهمها في جميع صيغها.
أهمية هذه المواقف في التعليم
مثل هذه المواقف الطريفة قد تكون أداة تعليمية فعالة لتحفيز الطلاب على التفكير والبحث، وعندما يجد الطالب نفسه أمام سؤال غير تقليدي، فإنه يتعلم أن اللغة ليست مجرد قواعد ثابتة، بل نظام حي ينبض بالتنوع، وقد تكون كلمة “بقدونس” مثالًا بسيطًا، لكنها تفتح المجال لتأمل أوسع في روعة وتعقيد لغتنا العربية.
ختامًا، يبقى هذا الموقف رسالة للجميع بأن اللغة العربية تحمل كنوزًا خفية تستحق الاستكشاف، وهي ليست فقط لغة تواصل، بل عالم من الجمال والتحدي يستحق التعمق فيه.