قرية “الغريفة” هي واحدة من القرى الإماراتية التي تحيط بها أساطير غامضة جعلتها محط أنظار السياح والباحثين عن الإثارة في رمال صحراء الإمارات مع مرور الزمن، تحولت هذه القرية إلى شبه أسطورة، حيث كانت تعرف بأنها مكان يغلفه الغموض، ما دفع الناس للحديث عن أسباب ترك سكانها لها على عجل بالرغم من أن أطلال المنازل القديمة لا تزال موجودة، إلا أن الرمال قد دفنت جزءًا كبيرًا من هذه المنازل، بما في ذلك الأثاث والأشياء الشخصية التي تركها السكان وراءهم.
القرية المدفونة تحت الرمال في الامارات
انتشرت العديد من الأساطير حول هذه القرية، وتربط بعض القصص الشعبية أسباب مغادرة سكان القرية بوجود قوى خارقة للطبيعة، مثل الجن الذي يُقال إنه يطاردها، وأبرزها “أم الدويس”، التي تحكي الأسطورة عنها بأنها روح أنثوية تقتل ضحاياها من الرجال باستخدام عطورها الساحرة هذا اللغز جعل القرية محط اهتمام واسع على مدار السنوات.
وفقًا لما ذكره سلطان محمد معضد بن هويدن، رئيس المجلس البلدي، فإن قرية “الغريفة” كانت تعرف قديمًا باسم “سيح الغريف”، وكانت تضم العديد من العائلات، أبرزها عائلة الكتبي، التي سكنت فيها حتى عام 1994 لكن بسبب حركة الرمال الشديدة التي اجتاحت المنازل عام 1995، اضطر السكان إلى مغادرتها يذكر أن المنطقة الجديدة التي انتقل إليها السكان كانت مجهزة بكل وسائل الحياة العصرية، وتعرضت بأقل قدر من تأثيرات الرياح مقارنة بالقرية المدفونة.
ومن بين ما يثير الاهتمام في القرية هو أن المسجد الوحيد في القرية ظل محصنًا من الرمال، ما جعله يتمتع بحالة استثنائية مقارنة ببقية المباني وظل المسجد قائمًا على حاله رغم محيطه المدفون.
على الرغم من غموض أسباب مغادرة سكان قرية “الغريفة”، فإن العديد من الباحثين يرون أن هذه القرية تعكس سحر الصحراء وجمالها الفاتن، رغم القسوة التي قد يفرضها عنصر الرمال في المنطقة وفي هذا السياق، قامت مؤسسة الشارقة للفنون بدعوة الجمهور للمشاركة في مشروع بحثي لتوثيق تاريخ القرية من خلال تقديم أي مواد بصرية، صوتية أو أدبية تتعلق بتاريخ القرية، بهدف جمع أكبر قدر من المعلومات حول هذا التراث العمراني والإنساني المهم.