أعلنت إحدى الدول العربية مؤخرا عن اكتشاف حقل غاز ضخم في البحر المتوسط يعد الأكبر من نوعه في العالم، الحقل الجديد يحتوي على احتياطيات ضخمة تقدر بحوالي 122 تريليون قدم مكعبة من الغاز مما يفتح آفاقا واسعة لدور الدولة في صناعة الطاقة، هذا الاكتشاف ليس فقط تاريخيا بالنسبة للقطاع النفطي والغازي بل يمثل أيضا نقطة تحول في الجغرافيا الاقتصادية العالمية ويعزز قدرة الدولة المكتشفة على منافسة أكبر الدول المنتجة للغاز مثل قطر والسعودية.
موقع الاكتشاف
تم اكتشاف الحقل الجديد في حوض هيرودوت بالبحر المتوسط وهو منطقة غنية بالموارد الطبيعية، استخدمت الدولة المكتشفة تقنيات متطورة في المسح الزلزالي بالإضافة إلى التصوير ثلاثي الأبعاد مما سمح بتحديد احتياطيات الغاز بدقة غير مسبوقة، تتفوق الاحتياطيات في هذا الحقل على العديد من الحقول الكبرى في المنطقة مثل حقل “ظهر” المصري و”ليفياثان” الإسرائيلي مما يجعله أكبر بكثير من أي حقل غازي آخر في المنطقة، يعتمد الاكتشاف على تطور التقنيات الحديثة في التنقيب عن الغاز مما يعزز فرص الدولة في تلبية احتياجات السوق العالمية بشكل مستدام.
أثر الاكتشاف على أسواق الطاقة والعلاقات الدولية
يعد اكتشاف هذا الحقل تهديدا حقيقيا للهيمنة التقليدية لدول الخليج على أسواق الغاز العالمية، مع ضخامة احتياطيات الحقل يتوقع أن يحدث زيادة في العرض العالمي للغاز ما قد يؤدي إلى انخفاض أسعار الغاز على مستوى العالم، هذه التحولات في السوق سوف تؤثر بشكل كبير على اقتصادات الدول الخليجية التي تعتمد بشكل أساسي على صادرات الغاز والنفط، في المقابل سوف يمكن الاكتشاف الدولة المكتشفة من تعزيز مكانتها في المفاوضات الدولية المتعلقة بالطاقة وفتح فرص جديدة للتعاون الاقتصادي والجيوسياسي مما يعزز من دورها في السياسة العالمية على المدى الطويل.